خريطة النفوذ والسيطرة في سوريا بعد سقوط الأسد
Ara 18, 2024 2012

خريطة النفوذ والسيطرة في سوريا بعد سقوط الأسد

Font Size

تغيرت خرائط النفوذ والسيطرة في سوريا بعد المعارك التي انطلقت بها الفصائل في 27 تشرين الثاني/ نوفمبر 2024 انطلاقاً من إدلب لتسيطر على مساحات واسعة من حلب إلى حماة إلى حمص بشكل متسارع ومتزامن مع تحرُّك مجموعات جنوبي البلاد وفي المنطقة الوسطى، لينتهي الأمر بهروب بشار الأسد وسقوط نظامه بذلك يوم 8 كانون الأول/ ديسمبر 2024.   

تزامن انطلاق الفصائل من إدلب في معركة "ردع العدوان" مع غرفة عمليات أطلقتها فصائل الجيش الوطني شمال حلب تحت اسم "فجر الحربة" والتي ركزت على التقدُّم في مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية "قسد" في تل رفعت وشرق حلب، خاصة المناطق التي سلمتها قوات النظام المنسحبة من شرق حلب لقسد، ثم استمرت الفصائل في توسيع مناطق سيطرتها باتجاه منبج.   

بعد هروب بشار الأسد وسقوط نظامه واستسلام قواته أصبحت خريطة النفوذ والسيطرة في سوريا لأول مرة بلون أحمر يميز مناطق سيطرة نظام الأسد الذي واجه الشعبَ الثائرَ بعد 2011 بالقوى الأمنية والعسكرية، وكانت مناطق سيطرة هذا النظام المخلوع قبل سقوطه تصل إلى نسبة 63.38% من سوريا، وقد كانت هذه النسبة ثابتة منذ توقُّف المعارك إثر اتفاق تركي روسي تم توقيعه في آذار/ مارس 2020.   

في المقابل فإن المناطق التي سيطرت عليها الفصائل المنطلقة من إدلب وريف حلب الشمالي والجنوب السوري ومناطق أخرى قد وصلت إلى أكثر من 71% من مساحة سوريا، وكانت قبل ذلك منذ عام 2020 لا تصل إلى نسبة 11% بما في ذلك مناطق القوات التي تدعمها قوات التحالف الدولي في منطقة التنف.   

مناطق قسد تراجعت بعد سقوط نظام الأسد في مناطق وزادت في أخرى، فقد استقرت منذ عام 2020 بما يزيد قليلاً على نسبة 25% من مساحة سوريا، وبلغت في منتصف كانون الأول/ ديسمبر 2024 إلى ما يزيد عن 28%، لكن يُتوقَّع أن تتراجع نِسَب سيطرتها لصالح الفصائل في غرفة عمليات فجر الحرية التي قد تتقدم في منطقة عين العرب/ كوباني وفي محافظة الرقة.   

لأول مرة بعد عام 2011 تتوسَّع إسرائيل في عمليات اقتحام وسيطرة ثبَّتت فيها قواتها في مجموعة من القرى والتلال جنوب شرقي البلاد بما يكاد يصل إلى نسبة 1% من مساحة الخريطة السورية.   

باختصار إن الخريطة التي فرضت الظروف الإقليمية والدولية وتوازُنات القوى أن تستقر منذ ربيع 2020 قد تغيرت مستفيدة من تغيُّر هذه الظروف والتوازُنات، لكنه كان تغيُّراً سريعاً ومفاجئاً، أدى خلال أسبوعين تقريباً إلى زوال مناطق سيطرة النظام المخلوع والتي كانت أوسع المناطق، لصالح الفصائل والقوى الثائرة على نظام الأسد التي تسلمت إدارة البلاد، وتسعى لتُمدّد سيطرتها أكثر لتشمل مناطق شمال شرقي سوريا التي تسيطر عليها قسد، بينما يبدو أن القوات الإسرائيلية تستكمل مشروعها في المنطقة وتستغل الظروف لتسيطر على أراضٍ سوريةٍ جديدة.   

 

2024 15 map-01