المشهد السياسي في سورية بعد 12 عاماً على الثورة
عقد مركز جسور للدراسات ورشة عمل خاصة في مدينة إسطنبول يوم السبت 18 آذار/ مارس 2023، بعنوان "المشهد السياسي في سورية بعد 12 عاماً على الثورة" وذلك بالتزامن مع ذكرى الثورة السورية التي انطلقت منتصف آذار/ مارس 2011.
ورشة العمل افتتحها المدير العام لمركز جسور للدراسات الأستاذ محمد سرميني بالترحيب بالمشاركين من السوريات والسوريين من نخبة العاملين في مختلف الميادين السياسية والإعلامية والبحثية ومنظمات المجتمع المدني.
لم تخل النقاشات في هذه الورشة من تقييم الواقع الحالي في القضية السورية وتداعيات مختلف التغيرات السياسية في المنطقة والعالم، وآثار الزلزال المدمر الذي ضرب سورية وجنوب تركيا في شباط/ فبراير 2023، لكن بشكل أعمق ناقش المشاركون موضوع الورشة ضمن محورين رئيسيين هما:
1. محددات المشهد السياسي بعد 12 عام من الثورة السورية.
2. فرص المعارضة السورية سياسياً، وتوصيات التحرك المستقبلية.
تناول الحديث عن المشهد السياسي نقاش مجموعة من الأحداث الدولية والإقليمية المؤثرة على القضية السورية، وأهمها التوجه الصيني لمنطقة الشرق الأوسط والذي انعكس في الوساطة السعودية الإيرانية، واستمرار الحرب الروسية ضد أوكرانيا، وتداعيات الآثار الإنسانية بعد كارثة الزلزال وكيفية استثمارها من حلفاء النظام في دفع عمليات التطبيع السياسي، ونقاش التموضع السياسي للفاعلين الخارجيين في القضية السورية والعلاقات فيما بينهم وما يتركه ذلك من تداعيات على الفاعلين المحليين ومناطق نفوذهم وسيطرتهم.
وحول الفرص التي تخلقها الأحداث والتغيرات الداخلية أو الخارجية فقد كان الحديث عنها متصلاً بنقاشات المحور الأول حول طبيعة المشهد السياسي ومحدداته، وتقييم تموضع المعارضة السورية (بطيفها الواسع وليس بمؤسساتها الرسمية فقط) بمواقفها وأدائها ضمن هذه المحددات التي ترسمها الخريطة السياسية للمنطقة.
وقد أكد المشاركون على أن المشهد السياسي المعقد والمتداخل يجب أن يقرأه نخب المعارضة في مؤسساتها وقواها وطيفها الواسع بشكل صحيح ومنطقي ومعمق، وأن يساعد في ذلك الخبراء ومراكز الدراسات، وبذلك تستطيع المعارضة إيجاد الفرص الحقيقية التي يجب أن تحقق مصالح سورية والسوريين في كل مكان، حيث تغيير الحال لما فيه الفائدة للسوريين بعد 12 عاماً من الثورة هو المعيار الحقيقي للمكسب السياسي أو لاستثمار الفرصة.
كذلك أكد المشاركون أن جميع المكاسب السياسية واستثمارات الفرص تتطلب وجود حامل سياسي فاعل، وقادر على تحقيق مصالح السوريين، وأن عملية التفاعل السياسي بين المجتمعات السورية وجماعات الضغط والقوى السياسية وباقي السوريين كفيل بإيجاد حجم أكبر من الفرص التي تحتاجها القضية السورية.
وعليه فقد أكد المشاركون أيضاً على أهمية الدور الكبير الذي تقوم به الجاليات ومجموعات الضغط المختلفة بالتواصل مع الفاعلين الخارجيين والتأثير في مواقفهم لا سيما القوى الإقليمية والدولية المؤثرة في سورية.
في المقابل فمن الأهمية بمكان الدور الذي يقوم به المجتمع المدني ومنظماته، وأهم ما في ذلك بحسب آراء المشاركين مساهمة المنظمات في دعم صمود الشعب السوري، والوقوف مع المدنيين في مختلف متطلباتهم الإنسانية والاجتماعية.
المشاركون أكدوا على أن الفرص السياسية موجودة رغم قلتها وصعوبتها، لا سيما مع تدافع المصالح الإقليمية والدولية والتباينات فيها، إلا أن الفرص الأكبر في المجالات الإنسانية والقانونية، وفي دعم الإدارة والحوكمة، وأن تقدم المعارضة السورية في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والإدارية والإنسانية النموذج الذي يحلم به السوريون منذ انطاق الثورة، ويستمر كمطلب أساسي ينتظرونه بعد 12 عاماً على انطلاقها.
ولأن فهم تركيبة المشهد السياسي السوري ومفرداته من القوى والأحزاب بعد 12 عاماً على الثورة هو جزء من تقييمنا لهذا المشهد فقد قام المركز على هامش ورشة العمل بإعلان إصدار الكتاب الجديد: "القوى والأحزاب السياسية في سورية 2023"، وقام مدير المركز بتوقيع نسخ الكتاب وتوزيعها على المشاركين.