تأثيرات قرار الحكم في قضية اغتيال رفيق الحريري على النظام السوري وحلفائه
Aug 24, 2020 2318

تأثيرات قرار الحكم في قضية اغتيال رفيق الحريري على النظام السوري وحلفائه

Font Size

تحت المجهر | تأثيرات قرار الحكم في قضية اغتيال رفيق الحريري على النظام السوري وحلفائه

أصدرت المحكمة الدولية في الثامن عشر من شهر آب/أغسطس الجاري قرار الحكم في قضية اغتيال رئيس وزراء لبنان السابق "رفيق الحريري"، بعد أكثر من 15 عاماً على وقوع حادثة الاغتيال.


أدان قرار المحكمة الدولية عنصر حزب الله اللبناني "سليم عياش"، ونسب إليه مسؤولية إدارة الفريق الذي نفذ عملية الاغتيال، وقيامه بالتنسيق مع "مصطفى بدر الدين" القيادي الأمني بالحزب في عملية مراقبة رفيق الحريري تمهيداً لاغتياله، بما في ذلك شراء الشاحنة المستخدمة في العملية، ومحاولة فبركة أدلة بما فيها تسجيل منسوب لجماعة جهادية تعلن مسؤوليتها عن الاغتيال.


رغم أن المحكمة ذات اختصاص جنائي فإنها أشارت في القرار النهائي إلى وجود دوافع سياسية لعملية الاغتيال، مستندة إلى أن استهداف "رفيق الحريري" جرى بعد اجتماع جمعه مع "وليد جنبلاط" في فندق "البريستول" لمناقشة الحراك المشترك ضد الوجود السوري في لبنان، بالإضافة إلى توقيت الحادثة الذي تزامن مع زيارة وزير خارجية النظام السوري "وليد المعلم" إلى لبنان.


ويبدو أن قرار الحكم الصادر عن المحكمة المختصة سيكون له تأثيرات سياسية على كل من "حزب الله"، والنظام السوري:
1-حزب الله: صحيح أن قرار الحكم وردت فيه عبارة "عدم وجود أدلة على أن الاغتيال جاء بأمر من قيادة حزب الله"، لكنه أدان "سليم عياش" المنتسب إلى الحزب، وهذا سيفتح الباب أمام المطالبة بتسليم الجاني، وفي حال امتنع الحزب عن تسليمه سيكون ذلك بمثابة قرينة على تورطه.


على الأرجح فإن القرار سيتم استثماره من قبل الفاعلين المحليين وعلى رأسهم تيار المستقبل، من أجل الضغط على حزب الله للحصول على تنازلات منه تتيح إعادة ترتيب المشهد السياسي في البلاد مع تقليص نفوذ الحزب، وقد تسعى بعض الأطراف الدولية وعلى رأسها الولايات المتحدة لاستثمار الحكم في الدفع باتجاه مناقشة سلاح حزب الله مجدداً والمطالبة بنزعه.


2-النظام السوري: قرار المحكمة أشار بشكل غير مباشر لمسؤولية النظام السوري، واتهم الأجهزة الأمنية اللبنانية التي كانت تعمل تحت إشراف النظام السوري بإزالة أدلة من ساحة الجريمة.


سيتيح القرار للقوى السياسية الرافضة لإعادة العلاقات الرسمية مع النظام السوري التشبث بوجهة نظرها في وجه حلفاء النظام الذين يتزعمهم حزب الله اللبناني.
وقد تستثمر بعض الأطراف الدولية وخاصة الولايات المتحدة حكم المحكمة في دعم مطالبها المتضمنة إنشاء نظام حكم في سوريا "غير مهدد" لدول الجوار.

 

وحدة التحليل والتفكير - مركز جسور للدراسات

للإشتراك في قناتنا على التلغرام اضغط هنا