الحملات الأمنية ضد تنظيم الدولة.. قراءة تحليلية
سبتمبر 25, 2020 2184

الحملات الأمنية ضد تنظيم الدولة.. قراءة تحليلية

حجم الخط

تحت المجهر | الحملات الأمنية ضد تنظيم الدولة.. قراءة تحليلية

 

تعتمد كلّ من قوات سورية الديموقراطية والجيش العراقي والحشد الشعبي والعشائري إضافة إلى قوات النظام السوري والتحالف الدولي على الحملات الأمنية المركّزة لملاحقة خلايا تنظيم الدولة وتفكيكها، حيث انطلقت في عام 2020 عشرات الحملات الأمنية في كلا البلدين، والتي كان آخرها انطلاق حملة "أسود الجزيرة 1" في العراق، بالتوازي مع حملة قسد التي انطلقت فجر 25 أيلول/سبتمبر 2020 شمال شرقي دير الزور وصولاً للحدود مع العراق، والتي سبقتها حملة الصحراء البيضاء بقيادة روسيا وميليشيا الدفاع الوطني غربي دير الزور. 

من الجدير بالذكر أن هذه الحملات الأمنيّة تسعى لتحقيق الأهداف الآتية:

• اعتقال قيادات التنظيم وملاحقة عناصره العسكرية الفاعلة. 

• إحكام السيطرة على المناطق التي تتخذها خلايا التنظيم ممرًّا للعبور نحو مناطق الاستهداف. 

• قطع الإمدادات اللوجستية عن خلايا التنظيم وتفكيك شبكة العناصر الذين يتولون هذه المهمة. 

• كشف مقرات المضافات ومستودعات الأسلحة والذخائر وتصنيع العبوات الناسفة التي أعدها التنظيم لضمان استمرار عملياته، إضافة إلى تدميرها. 

عمليًّا؛ فإنه بالرغم من أهميّة هذه الحملات وتحقيقها نتائج ميدانيّة مختلفة على الأرض، إلا أنها لم توقف تصاعد نشاط التنظيم في كلا البلدين، كما أنها لم تصل لأهدافها في السيطرة على نقاطه ومقراته السرية، أو تفكيك شبكة الإمداد اللوجستية والأمنية والعسكرية التي يعتمد عليها جميعًا لاستمرار أنشطته.

من المرجّح أن التنظيم يعتمد خططًا بديلة لتلافي آثار الحملات الأمنية، وذلك بناءً على الآتي: 

تعزيز اللامركزيّة في عناقيد التنظيم: اعتمادًا على رسم سياسة زمنيّة محددة، ثم تكليف المجموعات والخلايا الفرعية بتنفيذها –ضمن الإطار العام- دون العودة لقيادة التنظيم الأساسية.

الاعتماد على التواصل الفرديّ والمشفّر: حيث تنتقل الأوامر والخطط من القيادات الرئيسية إلى الفرعية عبر عناصر لا يمكن الاشتباه بها، وتكون الرسائل مشفّرة بحيث لا يدرك حامل الرسالة فحوى الأوامر التي يوصِلها. 

تهيئة القيادات البديلة: حيث يتعرض التنظيم لخسائر مستمرة من خلال الاعتقال والاغتيال أو الاشتباكات المتكررة، ومن ثمّ فقد اعتمد التنظيم على رفد كوادره بالخبرات التنظيمية والقيادية بشكل مستمرّ لتلافي انعكاسات فقدان بعض القيادات الميدانية أو الرئيسية. ومن المرجّح في هذا السياق أن هذه الكوادر، لا تبدو معروفةً لأجهزة الأمن، مما يزيد من صعوبة القبض عليها وتفكيك خلاياها. 

بناءً على ما تقدّم، فإن الحملات الأمنيّة المتكررة لم تصل للقضاء على تنظيم الدولة، وإنما دفعته لتطوير هيكليّته التنظيميّة، وتعزيز صفوفه بالخبراتِ القياديّة والعسكريّة، إضافة إلى إنشاء خارطة متحرّكة لخلاياه المنتشرة في العراق وسورية، مما يساعده على تلافي آثار الحملات الأمنيّة والعسكريّة ضده. 

 

وحدة الحركات الدينية - مركز جسور للدراسات

للإشتراك في قناتنا على التلغرام اضغط هنا