6 مؤشرات على إعادة تموضع إيران في سورية
حجم الخط
6 مؤشرات على إعادة تموضع إيران في سورية
منذ مطلع عام 2022 بدأت إيران اتخاذ مجموعة من الأنشطة السياسية والعسكرية والاقتصادية والأمنية بالتنسيق مع النظام السوري، وهي بمثابة مؤشرات على إعادة التموضع في سورية، لا سيما أنّها تتزامن مع اندلاع الصراع في أوكرانيا وتحقيق تقدُّم في المفاوضات النووية.
• الزيارة غير المسبوقة والمُعلَنة لمدير مكتب الأمن الوطني للنظام السوري علي مملوك إلى طهران في 27 شباط/ فبراير 2022، ولقاؤه الرئيس الإيراني وأمين المجلس الأعلى للأمن القومي، والتي تدلّ على الحاجة الملحّة إلى تعزيز التنسيق الأمني بين الطرفين والاستعداد لأي تأثير محتمل للصراع في أوكرانيا على سورية.
• الزيارة الطارئة لرئيس هيئة الحشد الشعبي العراقي -وهي ميليشيا تابعة لإيران- فالح الفياض إلى دمشق في 2 آذار/ مارس 2022 ولقاؤه رئيس النظام السوري بشار الأسد، والتي يبدو أنّها تتعلّق بحاجة إيران لرفع مستوى التنسيق الأمني على طرفَي الحدود بين العراق وسورية، بغرض التضييق على أنشطة حزب العمال الكردستاني، والضغط على قوات سورية الديمقراطية بعد إغلاق المعابر التي كانت تربط مناطق سيطرتها بإقليم كردستان العراق.
• زيادة معدّل نشاط الخلايا الأمنيّة التابعة للميليشيات الإيرانية ضِمن مناطق سيطرة "قسد" وارتفاع مستوى التهديد الأمني الذي تمثّله ضدّ قواعد قوات التحالف الدولي والقوات الأمريكيّة بشكل خاص. وقد يدلّ ذلك على مساعي إيران لإعادة توسيع حضورها شرق الفرات؛ بعدما تراجع على حساب روسيا منذ توقيع اتفاق حي طي في نيسان/ إبريل 2021.
• توسيع عمليات نقل الأسلحة ومنظومات الاستطلاع والدفاع الجوي والطيران المسيَّر من العراق إلى سورية ولبنان خلال شباط/ فبراير 2022. فيما يبدو أنّ إيران تستغل تراجُع التنسيق بين روسيا وإسرائيل، التي لجأت إلى استخدام الصواريخ الأرضية في قصف سورية بدل الضربات الجوية خلال الشهر الفائت.
• توسيع النشاط العسكري والأمني للميليشيات الإيرانية في درعا والسويداء جنوب سورية، لا سيما بما يخصّ عمليات تهريب المخدّرات إلى الأردن، والتي استدعت قيام الملك عبد الله الثاني بإجراء محاكاة عسكرية لسيناريو ملاحقة خلايا التهريب عند الشريط الحدودي.
• تكثيف اللقاءات بين الوفود الاقتصادية والتجارية بشكل غير مسبوق منذ تدخُّل إيران في سورية، بما في ذلك تأكيد إبراهيم رئيسي وعلي شمخاني لعلي مملوك على ضرورة تسهيل وتسريع تنفيذ مذكّرات التفاهُم المشتركة في المجال الاقتصادي. ويبدو أنّ طهران تحرص على ضمان الانخراط الفعّال في مشاريع إعادة الإعمار في قطاعات الطاقة والحبوب والنقل، لا سيما في حال بَدْء مرحلة التعافي المبكّر.
في الواقع، إنّ استمرار الصراع في أوكرانيا قد يؤدي إلى تراجُع اهتمام روسيا بالقضية السورية، ولن تُفوِّت إيران هذه الفرصة لتعزيز وتوسيع نفوذها في قطاعات مختلفة، مستفيدة من حاجة النظام للحصول على المساعدة والدعم، لا سيما في حال توقيع الاتفاق النووي بين إيران والغرب وما قد يترتب عليه من تخفيف للقيود الاقتصادية عنها.