مستقبل سورية والسوريين.. المشهد السياسي والميداني وقضايا اللاجئين
عقد مركز جسور للدراسات بالشراكة مع مركز العلاقات الدولية والدبلوماسية (MID) ورشة عمل استمرت طوال يوم السبت 26 تشرين الأول/ أكتوبر 2024، بمشاركة نخبة من السياسيين والباحثين السوريين والأتراك، الذين ناقشوا مستجدات السياسة التركية تجاه الملف السياسي والواقع الميداني في سورية والتطوُّرات الأخيرة بعد التصعيد المستمر لأكثر من عام في المنطقة.
الجلسة الأولى أدارها د. جلال الدين دوران المدير العامّ لمركز العلاقات الدولية والدبلوماسية (MID)، وشارك فيها الدكتور عمر بهرام أوزدمير، وهو باحث تركي خبير في الشأن السوري، والدكتور بدر جاموس، رئيس هيئة التفاوض السورية، وتناولت الجلسة مستقبل سورية وسيناريوهات التطبيع، مع التركيز على أبعاد الانخراط الدبلوماسي والسياسي في المستقبل، وخلصت إلى أن الواقع الحالي السياسي في سورية بالغ التعقيد، وما تزال الدول المعنية بإيجاد الحلول -وفي مقدمتها تركيا- تحاول تغيير المشهد لإنهاء التحديات المستمرة، ومنها أزمة اللاجئين وقضايا الفوضى والإرهاب.
كما شارك الأستاذ محمد سرميني المدير العامّ لمركز جسور للدراسات في القسم الثاني من الجلسة، والتي شارك فيها أيضاً الدكتور جاغره بيلير من مؤسسة الأبحاث التركية (TAV)، وناقشوا العمليات العسكرية والتوقعات المستقبلية للمنطقة، حيث يشكل تأثير الأطراف الخارجية العامل الأهم في التصعيد العسكري الذي ما يزال منضبطاً، ويُتوقَّع أن يبقى كذلك في ظل بحث الدول المعنية عن تفاهمات سياسية للحدّ من احتمالات التصعيد، والوصول إلى المصالح المشتركة عَبْر التفاوض بمساراتها المختلفة.
الجلسة الثانية أدارتها الأستاذة يارا جلال المسؤولة الإعلامية في مركز جسور للدراسات، وشملت مناقشات حول قضية اللاجئين السوريين وهجرتهم من تركيا إلى أوروبا، حيث تحدث في الجلسة الدكتور محمد إحسان أوزدمير المحاضر في جامعة ماردين، والأستاذ عبد المجيد بركات نائب رئيس الائتلاف الوطني السوري، ثم في القسم الثاني من الجلسة تحدث الدكتور فهمي سوغوك أوغلو المحاضر في جامعة غازي عنتاب والأستاذة سلوى أكسوي عضوة الهيئة العامة للائتلاف الوطني، وتناولت النقاشات أهمية عملية اندماج السوريين وسياسة تركيا تجاه اللاجئين، وقد أخذت هذه الجلسة حيزاً أكبر من الحوارات مع المشاركين، حيث أبدى خبراء وباحثون أتراك وسوريون رأيهم في المشكلات التي طُرحت في الكثير من الاجتماعات، ويدرك أسبابها السوريون كما يدركها المسؤولون الأتراك، ولطالما تناقش الجانبان في مقترحات الحل، وبدأ العمل على حل جزء من المشكلات الإعلامية أو القانونية أو الإدارية، لكن دائماً ما كانت المقترحات تبقى في إطار التنظير دون ترجمتها في الواقع العملي، وغالباً لم تستكمل الإجراءات أو المشاريع التي خُططت وتم الإعلان عنها.
اتفق المشاركون على ضرورة استمرار هذا النوع من النقاشات البحثية والأكاديمية، وخاصة المشتركة بين الجهات السورية والتركية، وتحويل مثل هذه الورشة إلى مسار مستمر ومنظم، يتحول فيه الجهد البحثي المشترك إلى توصيات وخُطط عمل متكاملة، توضع بين يدَيْ صُنّاع القرار على كافة المستويات.