قراءة في كلمة أبي العبد أشدّاء: قوارب النجاة
Nis 12, 2021 2642

قراءة في كلمة أبي العبد أشدّاء: قوارب النجاة

Font Size

تحت المجهر | قراءة في كلمة أبي العبد أشدّاء: قوارب النجاة


في 10 نيسان/ أبريل 2021، أصدر "أبو العبد أشدّاء" القيادي السابق في هيئة تحرير الشام تسجيلاً مرئياً جديداً تحت عنوان "قوارب النجاة".

علماً، أنّ "أبي العبد أشداء" سبق وأن أصدر تسجيلاً مرئياً في أيلول/ سبتمبر 2019 تحت عنوان "كي لا تغرق السفينة" التي حذّر فيها من سقوط المزيد من مناطق سيطرة المعارضة السورية في منطقة خفض التصعيد بسبب السياسات المتّبعة من قبل "الهيئة".

وتناول "أشدّاء" في تسجيله الجديد عدداً من النقاط التي يتهم فيها أبي محمد الجولاني بالفساد العسكري والأمني والإداري والمالي أبرزها:

الفساد العسكري:

1) اعتراض "الجولاني" خطة استعادة السيطرة على مدينة حلب بعد سقوطها، والتسبب في إخفاق الخطة التي تنص على التسلل من أحياء جمعية الزهراء والخالدية عبر مجرور الصرف الصحي الرئيسي والذي يبلغ قطره 2.5 متر. وكذلك، عندما أوقفت "الهيئة" أعمال حفر نفق كبير يصل إلى داخل مدينة حلب عبر منطقة الليرمون رغم وصول طوله إلى 350 متر. وأيضاً، الرفض المتكرر لإعادة تجهيز أنفاق سبق وتم استخدامها في التسلل وعمليات التفجير.

2) الانسحابات الكبيرة غير المنسقة والمفاجئة من ريف حلب الغربي أثناء الحملة العسكرية مطلع عام 2020 والتي تسببت بانهيار واسع في صفوف الفصائل المسلحة، لا سيما وأنّ إعادة الانتشار كانت في مناطق سبق وحذّر "الجولاني" من خطورة قيام حركة نور الدين الزنكي بالتراجع نحوها.

الفساد الإداري والمالي:

1) اعتراف "الجولاني" بإضاعة "الهيئة" (عندما كان اسمها جبهة النصرة) أكثر من 1.5 مليار دولار عام 2014 خلال تسجيل صوتي.

2) فارق تسعير المحروقات بين مناطق سيطرة "الهيئة" ودرع الفرات الذي يدر ملايين الدولارات على حساب السكان الذين يعانون من الفقر
3) استنساخ قسم كبير من قوانين النّظام السوري مثل تطبيق قانون أملاك الدولة رقم 35 والذي يماثل قانون الاستملاك رقم 8 ويجيز للوزارات والإدارات والجهات الإدارية والقطاع العام استملاك أملاك الوقف لمشاريعهم، والذي يُعتبر مخالفاً لقوانين الشريعة الإسلامية.

الفساد الأمني:

1) وجود أكثر من 1000 حالة إعدام لم تتوفر لهم إجراءات سليمة للمقاضاة أو حقوق المعتقلين، ولا حتى الاعتراف بإعدام الكثير منهم أو إصدار شهادات وفاة لهم ودفن الكثير منهم في مقابر جماعية.

2) الاعتقال التعسفي والتغييب لمئات السجناء من نساء ورجال، واستخدام أساليب التعذيب والازدراء والإهانة بحقهم.

3) تقديم العروض إلى معتقلي تنظيم داعش بالخروج مقابل النشاط في مناطق سيطرة فصائل الجيش الوطني السوري بدرع الفرات وغصن الزيتون، ومن ذلك حالة كان يتم فيها مفاوضة السجين على إحضار زوجته لإبقائها رهينة لضمان تنفيذه العمليات الأمنية التي تتكفل الهيئة بتوفير كامل التجهيزات اللوجستية لها.

4) ترحيل معتقلي تنظيم داعش من سجون إدلب إلى مناطق سيطرة التحالف الدولي شرق سورية بشكل سري.

من الواضح، أنّ أبي العبد أشدّاء يُحاول عرقلة جهود "الجولاني" في إزالة تصنيف "الهيئة" عن قوائم الإرهاب من خلال زعزعة ثقة العناصر به، لا سيما وأنّه عمل على تشبيه أنشطة "الهيئة" بحزب الله المصنّف على اللوائح السوداء والذي لم يُشكّل يوماً مصدر تهديد للولايات المتحدة التي بدورها تتلقى خدمات مجانية من " الهيئة" وزعيمها في قضية ملاحقة تنظيم داعش والقاعدة.

وكذلك، فإنّ أشدّاء يحاول في التسجيل ضرب الدعاية الإعلامية التي حاول "الجولاني" التسويق لها، والتي تتعلّق بغياب أيّة انتهاكات في السجون التابعة "للهيئة"، لأنّ ذلك يُمثّل أحد أبرز العوائق القانونية أمام إزالة هذه الأخيرة عن التصنيف، وليس مجرّد أنّها لا تُشكّل تهديداً للسلم والأمن الدولي.

من ناحية أخرى، يبدو أنّ أشدّاء يُحاول تعزيز الانقسام بين الجيش الوطني السوري و"الهيئة"، بتحميل هذه الأخيرة مسؤولية كبيرة بالانفلات الأمني في مناطق عمليات درع الفرات وغصن الزيتون، وربّما يأمل أن يساهم ذلك في توتّر العلاقة بين الطرفين لأقصى حد.

كذلك، بدا أنّ أشدّاء يأمل في حشد الرأي العام ضد "الهيئة" وحكومة الإنقاذ التابعة لها، سواءً من ناحية تحميلها مسؤولية غلاء الأسعار أو تطبيق قوانين النظام السوري بشكل شبه كامل، هذا عدا عن دوره في سقوط المدن والقرى والجبهات؛ في محاولة لتشكيل انطباع عام يربط كل ذلك بوجود ارتباط بين "الجولاني" وإحدى القوى الدولية.

 

وحدة التحليل والتفكير - مركز جسور للدراسات

للإشتراك في قناتنا على التلغرام اضغط هنا