دلالات تشكيل غرفة "فاثبتوا" في إدلب
Font Size
تحت المجهر | دلالات تشكيل غرفة "فاثبتوا" في إدلب
أعلنت عدة مجموعات عسكرية عن تحالفها ضمن غرفة عسكريّة أطلق عليها اسم "فاثبتوا"، في إشارة إلى أن هذه الفصائل تستشرف وجود مواجهة قريبة مع النظام وحلفائه، وربما مواجهة داخلية بهدف استئصال بعض المكوّنات الجهاديّة، ولذا فإنه يجب "الثبات" في مواجهة العدو بالرغم من قلة العدد
نصّ بيان التأسيس على أنّ الغرفة جاءت لـ "دفع صيال المعتدين وكسرِ مؤامرات المحتلين"، إلا أنّ آثارًا أخرى ستنتج عن تشكيل الغرفة سواء كانت بشكل مباشر أو غير مباشر، أبرزها:
• التأكيد على الاستقلاليّة: حيث لم تنخرط مجموعات "تنسيقية الجهاد" التي يقودها "أبو العبد أشداء"، و"لواء المقاتلين الأنصار" الذي يقوده "أبو مالك التلّي" في التنظيمات والمجموعات السابقة التي شكّلت غرفة "وحرّض المؤمنين" أواخر عام 2018، والاكتفاء بالتحالف بديلاً من الاندماج والانضمام.
• التوحّد أمام الاستهداف: حيث إنه من المرجّح أن تكون الغرفة الجديدة بمثابة اتفاق دفاعٍ مشتركٍ أمام الجهات التي قد تهاجم مكوّنات الغرفة، سواء كان الاستهداف من الداخل أو الخارج.
• إيجاد مساحة للمناورة والفاعليّة: حيث تسيطر هيئة تحرير الشام على الملف الإداري في المنطقة، وبالتوازي مع ذلك فإنها ترغب في إظهار قدرتها على إدارة الملف العسكريّ وضبط تفاصيله، إلا أن الغرفة الجديدة ستتيح لمكوّناتها استقلاليّة ومساحةً أكبر في مواجهة الميليشيات الإيرانية وحلفاء النظام.
• تكوين مظلة للراغبين في المواجهة: حيث إن كثيرًا من الأفراد والعناصر المنضمين لفصائل أخرى يرغبون في مواجهة الميليشيات الإيرانية إلا أن غياب المظلة الداعمة لهذه الخطوة تشكل عائقًا لهم ويرجّح أن تشكل الغرفة الجديدة هذه المظلة فتصبح ملاذًا لهم.
عمليًّا؛ فإنه من المستبعد أن تبادر مكونات الغرفة إلى مواجهة القوات التركية المنتشرة في المنطقة، إلا أنه لا يستبعد أن تقوم بعض مكوناتها بالاتحاد في مقاومة محاولة تفكيكها أو استئصالها بالقوة، حيث إن هذه الغرفة –بالإضافة لانضمام أعداد أخرى لاحقًا إليها؛ ستكون هاجسًا قبل أي مواجهة محتملة بين تركيا والفصائل الجهادية التي تديرها.
وحدة الحركات الدينية - مركز جسور للدراسات
لزيارة قناتنا على التلغرام اضغط هنا