البانوراما السورية في النصف الأول من 2020
البانوراما السورية في النصف الأول من 2020
خلال النصف الأوّل من عام 2020، شهدت سورية سيولة من الأحداث السياسية والعسكرية والأمنية والاقتصادية والإنسانية، حيث كان هناك نشاط دبلوماسي مكثّف بين القوى الدولية، فتمّ عقد العديد من الاجتماعات بصيغة ثنائية وثلاثية ورباعية، على أمل تجاوز الخلافات واستمرار التعاون المشترك مع الحفاظ على حد أدنى من التفاهمات.
يُمكن القول إنّ الجهود الدبلوماسية حالت مراراً دون انهيار التعاون المشترك مع التعويل المتصاعد على استخدام السبل العسكرية في حماية مصالح ومخاوف القوى الدولية.
محلياً لم تحقّق القوى العسكرية والسياسية والمدنية تقدّماً يُرجى لتعزيز موقعها وموقفها من الصراع، بل باتت أكثر تقييداً لصالح سياسات الفاعلين الدوليين.
في هذا السياق بدا النظام السوري أقل قدرة على التماسك الداخلي مقارنة مع السنوات السابقة حيث ظهرت مؤشرات لتنامي التنافس بين أجنحته إلى مستويات غير مسبوقة. فيما استمرّت حالة الجمود التي تمرّ بها المعارضة السورية سياسياً وعسكرياً، على خلاف القوى الكردية التي أظهرت تفاعلاً مع المبادرات الدولية لإعادة تعريف موقعها في المشهد السوري.
يُحاول هذا التقرير الذي يُصدره مركز جسور للدراسات تقديم صورة عامة لمختلف القضايا التي مرّ بها الملف السوري خلال الأشهر الستة الأولى من عام 2020، ليكون الإصدار الأول من نوعه حجماً ومضموناً من ناحية التحليل والاستعراض والتغطية، على أمل أن يساعد ذلك في فهم المشهد بشكل كافٍ أمام المسؤولين وصناع القرار والرأي العام المحلي والدولي.