ما وراء العرقلة الأمريكية لتبني التفاهم الروسي - التركي أمميّاً
ما وراء العرقلة الأمريكية لتبني التفاهم الروسي - التركي أمميّاً
عرقلت الولايات المتحدة يوم الجمعة 6 آذار/ مارس 2020، مشروع إعلان من مجلس الأمن يدعم التفاهم الروسي-التركي.
ورغم أن الإعلانات الصادرة عن مجلس الأمن لا تحمل صفة الإلزامية، وهي أقل مستوى من القرارات، إلا أنّ العرقلة الأمريكية تشير إلى رغبة واشنطن في تعطيل المسعى الروسي لمنح الشرعية الدولية لهذا التفاهم.
وتحمل هذه العرقلة احتمالين:
الأول: رغبة أمريكية في دعم الموقف التركي، بحيث تمنح أنقرة القدرة على استخدام الشرعية الدولية للضغط على روسيا التي "تملك الشرعية المحلية". وبالتالي، فإنّ أي تفاهم سيحصل على رضا المجتمع الدولي، ينبغي أن يمر بتوافق تركي مع الحلفاء الغربيين، وليس بأسلوب روسيا لفرض سياسات الأمر الواقع.
ويتعزز هذا الاحتمال بالزيارة التي قام بها المبعوث الأمريكي جيمس جيفري إلى أنقرة قبل يوم من القمة الروسية-التركية، أي أن واشنطن وأنقرة قامتا بترتيب أوراقهما قبيل القمة.
الثاني: مسعى أمريكي للضغط على أنقرة وموسكو في آن واحد، بغية التأكيد على الحضور الأمريكي في الملف، كما أنها قلقة من توافق عميق بين العاصمتين يتجاوز البروتوكول المعلن حول إدلب، لذلك لابد أن يتم هذا التفاهم بأبعاده المختلفة، بحضور واشنطن بشكل خاص.
وبكل الأحوال، فإن الرفض الأمريكي للإعلان، يعني أنّ النجاح لن يكون حليف المسعى الروسي لاعتماد مذكّرة التفاهم في قرار تتبنّاه جلسة مجلس الأمن التي طالبت موسكو بعقدها، وأنّ عليها القيام بجهود دبلوماسية أوسع مع الأطراف الغربية لإقناعها، أو أن تعمل مع أنقرة على تعديل بنود الاتفاق.
وما عدا ذلك، فإنّ التفاهم مهما كانت أبعاده لا يمكن يكتب له النجاح وسيكون الرفض الدولي واحداً من أسباب إعاقته.