رسالة العريدي الجديدة: مسعى للتهدئة مع تحرير الشام
تحت المجهر| رسالة العريدي الجديدة: مسعى للتهدئة مع تحرير الشام
نشر تنظيم حراس الدين يوم 22 شباط/فبراير 2021 الرسالة السابعة لقائده الشرعي سامي العريدي، وجاءت رسالة اليوم بعد رسالة سابقة نشرها العريدي بُعيد عرض الولايات المتحدة في 13 ايلول/سبتمبر 2020 مكافأة مالية قدرها 5 مليون دولار لمن يدلي بمعلومات عنه.
كما تأتي الرسالة في سياق زمني يشهد فيه التنظيم المزيد من التراجع وفقد الزخم والفاعلية والتقهقر أمام الحملات الأمنية المتواصلة لتحرير الشام التي تستهدف قادته وعناصره، والتي أسفرت عن اعتقال المزيد من كوادره المهمة.
ولم يكن مضمون الرسالة مختلفاً كثيراً عن مضمون سابقاتها، حيث تضمنت رسائل في الحض على مواصلة الجهاد والصبر على البلاء والغربة ورصّ الصفوف والثبات على الابتلاء والامتحان.
لكن الرسالة الجديدة عكست حالة الضعف الشديد الذي يعاني منه تنظيم حراس الدين بسبب وطأة الحملة الأمنية لتحرير الشام واستهداف التحالف الدولي لقادته، وهو ما جعل العريدي المتواري عن الأنظار يأخذ احتياطاته الأمنية وينشر الرسالة نصاً مكتوباً لا تسجيلاً مرئياً أو صوتياً.
كما ظهرت حالة الضعف في لغة المهادنة ومد يد المصالحة بطريقة غير مباشرة إلى تحرير الشام التي لم يُسمها باسمها في رسالته، ومحاولته إدارة الخلاف التنظيمي معها، ضمن أسس ومحددات واضحة تقوم على حشد الطاقات لدى الفصائل والجماعات، وتوجيهها إلى قتال العدو المشترك بدلاً من إهدار الطاقات في المعارك الجانبية بين الفصائل والجماعات.
وبين العريدي في رسالته أنه ليس من أولوية تنظيم حراس الدين الدخول في معارك مع تنظيمات إسلامية أخرى إلا إذا تورطت بقتالهم مع من أسماهم "الكفار"، وعندها "يكون الرد على قدر الحاجة"، في رسالة واضحة للهيئة وجنودها أنه ليس في حسبان تنظيم حراس الدين أي نية لقتالهم.
ويبدو أن قيادة تنظيم حراس الدين تحاول إضافة لشد عصب جنودها وخلاياها المشتتة، أن تؤثر في جنود تحرير الشام وقواعدها، بعد أن فقدت الأمل في إيجاد مقاربة تهدئة مع قيادتها، لعلها تجد للرسالة صدى داخل صفوف الهيئة، فتبعث حالة من التعاطف مع مظلومية تنظيم حراس الدين، وتشكل حالة ضغط داخل الهيئة للكف عن استهدف التنظيم والقبول بوجوده في مناطق سيطرة الهيئة كـ "شريك في الجهاد".
وحدة الحركات الدينية - مركز جسور للدراسات