رسائل روسيا من استهداف مصافي النفط البدائية في منطقة درع الفرات
حجم الخط
تحت المجهر | رسائل روسيا من استهداف مصافي النفط البدائية في منطقة درع الفرات
استهدفت روسيا مساء يوم الجمعة الخامس من آذار/مارس 2021 مصافي النفط البدائية "حراقات المازوت" في ريف حلب الخاضع لسيطرة القوات التركية، وقد أعلنت المعارضة السورية عن مصادر الصواريخ، حيث أكدت أنها خرجت من مصادر نيران روسية وأخرى لقوات النظام، وهي ليست المرة الأولى التي يتم استهداف حراقات المازوت في المنطقة، حيث تم قصفها أكثر من مرة بالطائرات المسيّرة.
ولم تعلن روسيا أو النظام السوري عن الاستهداف الأخير، ولكنها ركزت على الخبر وأسمته بقصف "حراقات النفط المسروق". ويأتي هذا الهجوم على منطقتين في درع الفرات تجمعان أكبر تجمعات للمحروقات أحدهما قرب جرابلس على الحدود التركية.
ويتوقع أن وراء عمليات القصف الذي تتعرض له هذه الحراقات عدد من الرسائل التي تريد روسيا التأكيد عليها، وهذه الرسائل هي:
• رسالة حصة النفط: تدعم روسيا القوات التركية في السيطرة على مناطق شمال سورية بما فيها تلك التي تسيطر عليها قوات قسد المدعومة من قبل الولايات المتحدة الأمريكية؛ بشرط أن يحصل نظام الأسد على النفط أو حصة منه، ونلاحظ أن القوات التركية سلمت روسيا صوامع للقمح قرب منطقة عين عيسى، وتم نقل القمح إلى مناطق سيطرة النظام، وتريد روسيا أن تؤكد لتركيا أن دعمها لسيطرتها يشمل السيطرة على الأرض لا الثروات.
• رسالة الحوكمة: تشهد مناطق شمال سورية استقراراً نسبياً؛ مع توفّر للسلع والخدمات بشكل نسبي وبأسعار أرخص مما هي عليه في مناطق النظام، التي تعاني من شحّ في الخبز والمحروقات بشكل كبير. ومع تقدم تركيا في مشروع مد الشبكة الكهربائية، فإن المواطن الذي يراقب الوضع في مناطق الشمال الخاضع لسيطرة تركيا سيلاحظ أن الحياة فيها أسهل وأفضل من مناطق سيطرة النظام، وروسيا تريد أن تعرقل هذه الوفرة وتهدد الأمن ولو بشكل نسبي بين الفترة والأخرى.
• رسالة الإمداد: ترغب روسيا أن تصب التفاهمات في صالح النظام السوري، فإمدادات المعارضة بالنفط من مناطق قسد لابد أن تشمل النظام أيضاً وليس فقط المعارضة، خاصة بعد الزيارة التي أجراها وفد من المعارضة لإقليم كردستان والتي قد تصب في صالح تقارب مع تيارات كردية في شرق سورية وتساهم بتعزيز العلاقات بين شرق الفرات وغربه.
وحدة التحليل والتفكير - مركز جسور للدراسات
للإشتراك في قناتنا على التلغرام اضغط هنا