استمرار التصعيد الروسي في إدلب رغم قمة "سوتشي"
تحت المجهر | استمرار التصعيد الروسي في إدلب رغم قمة "سوتشي"
عاد التصعيد العسكري إلى محافظة إدلب مطلع تشرين الأول/ أكتوبر 2021، بعد يومين فقط من الهدوء النسبي الذي تزامن مع انعقاد قمة "سوتشي" الرئاسية بين "أردوغان" و"بوتين"، فقد شهدت منطقة "جسر الشغور" غرب إدلب قصفاً مدفعياً وجوياً شارك فيه الطيران الروسي، واستهدف وسط المدينة، في تطور بارز ولافت.
من الواضح أنَّ قمة "سوتشي" كانت لبحث ملفات إستراتيجية، ومحاولة لرأب الصدع بين الجانبين، دون الخوض في التفاصيل التنفيذية التي سيتم إحالتها إلى المباحثات بين المؤسسات المعنية (الاستخبارات ووزارة الدفاع).
كان لافتاً التفاوت في التصريحات التي أطلقها كلٌّ من الرئيس التركي، والكرملين الروسي في اليوم التالي من القمة، حيث أكد "أردوغان" على أنَّهم أبعدوا العناصر الإرهابية من الممر الآمن على جانبي طريق M4، في حين طالب الكرملين بإخراج "الإرهابيين" من إدلب.
وفي ظل هذه المعطيات تبدو عملية التصعيد هي تأكيد موسكو على ما ستطالب به الوفود التقنية خلال لقاءاتها القادمة، التي يفترض أن تكون القمة قد مهدت لها، وأقلها الإصرار على فتح الطرقات الدولية، لاستكمال الإنجاز الذي جرى تحقيقه من خلال موافقة الأردن على التبادل التجاري، بما يعيد للنظام السوري مكانته في تجارة العبور بين الخليج وأوروبا، ويساهم في إنعاش الاقتصاد، وقد تسعى روسيا إلى ما هو أبعد من ذلك، وفرض نقاط لها في المنطقة الممتدة من أريحا حتى جسر الشغور غرب إدلب، في حال كانت الظروف مواتية لها، خاصَّة إذا ما أحرزت تقدماً في حوارها الإستراتيجي مع الولايات المتحدة الأمريكية، بما في ذلك الملف السوري.
ومن المستبعد أن يكون التصعيد الحالي قد تمَّ بناءً على تفاهمات جرت بين الرئيسين في قمة "سوتشي" الأخيرة، ويبدو أنَّ روسيا سوف تستمر بالاعتماد على الضغط العسكري للتأثير على مسار المفاوضات الشاقَّة مع تركيا حول الملف السوري.
وحدة التحليل والتفكير - مركز جسور للدراسات
للإشتراك في قناتنا على التيليغرام اضغط هنا