إنهاء الدبلوماسية الأمريكية الأخيرة في سياسة سورية
نوفمبر 03, 2021 2875

إنهاء الدبلوماسية الأمريكية الأخيرة في سياسة سورية

حجم الخط

المصدر: the war on the rocks

إعداد: أدهم سحلول

ترجمة : عبد الحميد فحّام

 

إنهاء الدبلوماسية الأمريكية الأخيرة في سياسة سورية


يتعين على الولايات المتحدة أن تقبل أن الوضع في سورية قد تغيّر منذ عام 2011، وعليها أن تُعدّل سياساتها في ضوء الحقائق السياسية والعسكرية المُستعصِية على الأرض. إن هذه حقيقة مُرّة ينبغي على الكثيرين الذين كانوا يأملون برحيل رئيس النظام السوري بشار الأسد -وأنا من بينهم- أن يتعاملوا معها، ولكنها ستكون في نهاية المطاف في مصلحة الولايات المتحدة.

منذ شهر آذار/ مارس من عام 2011، عندما ردّ الأسد بالقوة على دعوات سلمية إلى حد كبير للإصلاح في سورية، كانت السياسة الأمريكية تستند شكلياً إلى رحيل الأسد. وفسّرت واشنطن قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 2254، الذي تمت الموافقة عليه في عام 2015، على أنه يُسهّل الانتقال إلى مرحلة لا وجود فيها للأسد. وستكون هذه هي النتيجة المفترضة للانتخابات الحُرّة والنزيهة وعملية السلام التي يقودها السوريون والتي دعا إليها القرار. 

وقد أعاد وزير الخارجية أنطوني بلينكين التأكيد مراراً وتكراراً على التزام واشنطن بقرار الأمم المتحدة لعام 2015 ورفض التطبيع مع نظام الأسد. لكننا تجاوزنا الآن مرحلة مراجعة الإدارة الأمريكية للسنة الأولى لسياسة الشرق الأوسط، وأصبح من الواضح أن القرار بشأن سورية قد تم اتخاذه. 

يجب على واشنطن أن تهتم بتنبيهات الحلفاء في أوروبا والشرق الأوسط، وكذلك العديد من السوريين من الأطياف السياسية، واتخاذ نهج أكثر واقعية تجاه سورية. وهذا يعني رفض عملية الاختيار الخاطئة بين التطبيع والضغط الأقصى. يجب على إدارة الرئيس جوزيف بايدن الاستمرار في ممارسة نفوذها المحدود لتأمين أهداف واقعية وتحقيق المصالح الأمريكية الأساسية بعيداً عن احتضان نظام الأسد القاتل أو مكافأته من خلال دفع فاتورة إعادة الإعمار في سورية.

كان هناك وقت كانت فيه الولايات المتحدة لديها أسباب إستراتيجية وأخلاقية سليمة للعمل بشكل أكثر حسماً في سورية. ربما اختلف المراقبون في واشنطن حول الغايات والوسائل، لكن قِلّة منهم قالوا بأن سورية لم تكن مهمة أبداً. كانت عواقب الحرب كبيرة؛ منها تضاؤُل مكانة الولايات المتحدة، وزيادة النفوذ الروسي والإيراني، و"داعش"، وأزمة اللاجئين، وصعود القومية اليمينية في أوروبا. لكن الضرر وقع، وسورية أقلُّ أهميةً بكثير لمصالح الأمن القومي للولايات المتحدة اليوم. 

 

لقراءة المادة بشكل كامل يمكنكم تحميل النسخة الإلكترونية (اضغط هنا)