قراءة في دعوة "مجلس سورية الديمقراطية" للحوار مع الائتلاف
سبتمبر 26, 2021 2604

قراءة في دعوة "مجلس سورية الديمقراطية" للحوار مع الائتلاف

حجم الخط

تحت المجهر| قراءة في دعوة "مجلس سورية الديمقراطية" للحوار مع الائتلاف


في العشرين من شهر أيلول/ سبتمبر وجَّه "مجلس سورية الديمقراطية" (مسد) دعوة للائتلاف السوري لقوى الثورة والمعارضة من أجل الحوار، مع التلميح المسبق بأن يكون الجلوس على الطاولة وَفْق معيار التساوي بينهما، دون النظر إلى الاعتراف الدولي الذي يحوز عليه الائتلاف السوري.

ويمكن فهم دعوة "مسد" من خلال النظر إلى المتغيرات السياسية والدولية، والتوقيت الذي أتت فيه التصريحات:

1- بات واضحاً من خلال تحركات "مسد" و"قسد" أن هناك تخوفاً من مصير مشابه لحكومة "أشرف عبد الغني" في أفغانستان، والتي لم تستجب لنصائح الانفتاح على حركة "طالبان" وباقي المكونات، نتيجة الانتشاء بالدعم الدولي والأمريكي على وجه التحديد، لتجد نفسها وجهاً لوجه أمام انسحاب القوات الأمريكية لاعتبارات قدَّرتها واشنطن.

2- جاءت دعوة "مسد" بعد أيام قليلة من زيارة وفد من "مسد" إلى موسكو، وإجراء محادثات حول مستقبل شمال شرقي سورية، ويبدو أن "مسد" ترغب في استخدام الدعوات للحوار مع المعارضة المناهضة للنظام السوري وروسيا كورقة في المفاوضات الجارية بين الطرفين لتحقيق أعلى مكاسب ممكنة.

وسبق أن طالبت "إلهام أحمد" الرئيسة المشاركة لـ "مسد" بالحوار مع المعارضة السورية في مطلع عام 2021، بالتزامن مع جلسات التفاوض التي كانت تُجريها مع النظام السوري.
3- من غير المستبعد أن تقبل "مسد" بالتفاهم مع الائتلاف السوري والمعارضة العسكرية التي تعمل تحت غطائه السياسي، شريطة أن يكون هناك رعاية "أمريكية – تركية"، وأن يحقق هذا التفاهم لـ "مسد" الحد الأدنى من المصالح، وهو الإقرار بـ "اللامركزية" في نظام الحكم، حيث إن "قسد" و"مسد"، تدركان أنه لا يمكن الوثوق بروسيا، فالأخيرة ستستثمرهما ورقة في المفاوضات مع الجانب التركي، وبالتالي تفضل "مسد" أن تنجز مشروعها دون الاضطرار للعلاقة مع روسيا.

وتبدو تلك الدعوات صعبة التنفيذ على أرض الواقع، إذ إن حزب العمال الكردستاني هو المسيطر على القرار العسكري والميداني شمال شرقي سورية، وسيمنع على الأرجح أي محاولة للتلاقي مع أطياف المعارضة السورية لحسابات خاصة، ولصالح بعض الجهات الدولية، بل إن الحزب لم يقبل سابقاً بدخول قوات "البيشمركة السورية" إلى مناطقه، وهو ما سيقابله عدم إقبال المعارضة السورية ومن خلفها أنقرة على الحوار؛ لأنها ستراه بدون فائدة.

 

وحدة التحليل والتفكير - مركز جسور للدراسات

للإشتراك في قناتنا على التيليغرام اضغط هنا