ورشة حوار ونقاش حول دراسة السلفية السورية في زمن الثورة
أثارت الدراسة التي نشرها مركز جسور للدراسات نهاية تشرين الأول/أكتوبر 2019 جملة من التساؤلات والنقاشات الهامة، ورأى الباحثون أن الدراسة حرَّكت الماء الراكد حول قضية الحركات والجماعات الفكريَّة الإسلامية، ومنها التيار السلفي وما تفرع عنه من الجماعات والمدارس المختلفة.
وتفاعلاً مع هذا النشاط الحواري الذي بدأه متابعون ومهتمون عبر وسائل التواصل الاجتماعي فقد عقد مركز جسور للدراسات في إسطنبول ورشة عمل فكريَّة دعا لها نخبة من الباحثين والمختصين وأصحاب التجربة في العمل ضمن الحركات الإسلامية في الثورة السورية إلى جانب كاتب الدراسة الأستاذ عرابي عرابي وبعض باحثي المركز الذي ساهموا فيها.
ورشة العمل بدأت بإحاطة الكاتب حول منهجية البحث التي اعتمدها وطبيعة هذا البحث والهدف منه، مؤكداً أنه معني باهتمام واسع بسماع الانتقادات والملاحظات والنصائح وخاصة من المختصين في هذه المواضيع الفكرية الفلسفية الواسعة والمعقدة.
القسم الأول من النقاشات مع الحاضرين تركز على التعريف وحدود المصطلح وأبعاده، الأمر الذي انطلق أبعد من الدراسة حتَّى لتحديد المسار التاريخي والتفرعات الحالية والأدبيات الجامعة التي تنطوي تحت كلمة "سلفية"، وناقش الحاضرون مدى دقة وتطابق ذلك مع المضامين التي نقلها كاتب البحث عن الأشخاص الذين أجرى مقابلاته ولقاءاته معهم.
وهنا تم نقاش قضية هامة حول التيار السلفي وهو قضية المرجعيَّات والجانب المعقَّد بين أدبيات المدارس المتفرعة عن التيار السلفي ونظرتها إلى نخبها ومرجعياتها التاريخية أو المعاصرة، ثم أبعد من ذلك فقد تم نقاش مدى الاعتماد على النصوص والتصريحات الرسمية في مقابل السلوكيات المتابعة، ومخالفة هذه النصوص لما يشهد به الكثير من أبناء هذه التيارات والذين يعترفون بعدم مطابقة المعلن لما تتم ممارسته على أرض الواقع.
القسم الثاني من هذه الحوارات كان أكثر التزاماً بحدود الدراسة وتم فيه نقاش التجربة السلفية السورية أثناء الثورة، أي تحديداً الحديث عن السلفي السوري بعد عام 2011، وتمت الاستفادة من تجارب الحاضرين واحتكاكاتهم بالفصائل والمؤسسات والمشاريع السلفية، للحديث عن أدبياتها والجامع والمختلف فيما بينها، ثم المراجعات والانقسامات التي طرأت عليها في الثورة، وصولاً للمرحلة الحالية التي تتمايز فيها عدة تيارات سلفية مختلفة وفاعلة على خريطة الأحداث في سوريا.
لقد أكد المشاركون في لقاء جسور على أهمية الدراسة وكذلك أهمية هذه الورشة الحوارية الفكرية، وعن عظيم الفائدة من تداول مختلف الآراء والتحليلات ضمن السياق التاريخي والفكري الصحيح، وتوافقت رغبتهم مع رغبة مركز جسور في استمرار هذه اللقاءات والنقاشات حول مختلف القضايا الفكرية المتصلة بالثورة السورية.