أصدر مركز جسور للدراسات في 20 آب/ أغسطس 2021 خريطة تُظهر المناطق التي تعرضت لأكبر الهجمات التي شنها النظام السوري بالأسلحة الكيماوية مستخدِماً غاز السارين المحرم دولياً، هذه الهجمات التي وثقتها منظمات دولية أبرزها منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، وأدانها المجتمع الدولي وفي مقدمته الولايات المتحدة الأمريكية، وكانت هذه الهجمات في الفترة الممتدة بين آب/ أغسطس 2013، وتموز/ يوليو 2018، وقد تركزت في محافظات: حلب – ريف دمشق – حماة – إدلب. 

وتمثل الهجمات بغاز السارين نسبة محدودة من الهجمات بالأسلحة الكيماوية بموادّ أخرى، وخاصة غاز الكلور، حيث وثقت المنظمات الحقوقية السورية والدولية حوالي 211 هجمة في مختلف أنحاء سورية منذ عام 2012 إلى يومنا هذا، وراح ضحيتها أكثر من 2000 مدني، مما يشير إلى أنَّ الهجمات بالأسلحة الكيماوية كانت سياسة مُمنهَجة استخدمتها قوات النظام السوري ضدّ المعارضين للنظام. 

وجرى رصد الهجوم الأول للنظام السوري باستخدام السلاح الكيماوي في كانون الأول/ ديسمبر 2012، في حيّ "البياضة" و"دير بلعبة" بمدينة حمص، اللذين شَهِدا احتجاجاتٍ شعبيةً واسعةً، وأدى الهجوم إلى سقوط 6 ضحايا مدنيين وعشرات حالات الاختناق. 

ورغم القرار الأممي رقم 2118 الصادر في أيلول/ سبتمبر 2013، والذي تضمَّن المطالبة بنزع الأسلحة الكيماوية من النظام السوري وتدميرها؛ إلا أنَّ الهجمات استمرت ضد المدنيين في ريف دمشق وحماة وإدلب، وكانت بطبيعتها مُقدِّمات لهجمات واسعة يُحضِّر لها النظام ضدّ المناطق الخارجة عن سيطرته، أو أنها كانت ضربات انتقامية جراء خسائر تكبدتها قوات النظام في معاركه ضدّ المعارضة السورية.