ماذا وراء تغير السياسة الإعلامية للنظام السوري بخصوص أزمة كورونا؟
حجم الخط
تحت المجهر | ماذا وراء تغير السياسة الإعلامية للنظام السوري بخصوص أزمة كورونا؟
منذ بداية شهر تموز/ يوليو الماضي طرأت تغيرات على تعاطي النظام السوري من الناحية الإعلامية مع أزمة فايروس "كورونا"، بعد أن اجتهد بإنكار وإخفاء انتشار المرض لأشهر طويلة، ونفيه عبر الخطاب الرسمي لوجود إصابات في سوريا.
التغيرات البارزة التي يمكن رصدها في السياسة الإعلامية للنظام السوري بما يخص الأزمة هو إفساح المجال لبعض الشخصيات المرتبطة بشكل وثيق بأجهزة الاستخبارات للظهور على التلفزيون أو وسائل التواصل الاجتماعي والحديث بأريحية عن الموضوع، مثل مقطع الفيديو الذي بثه "شادي حلوة" على صفحته في بداية شهر آب/أغسطس الجاري، والتدوينة التي نشرتها الممثلة الموالية للنظام "أمل عرفة" على صفحتها وأعلنت فيها إصابتها بـ "كورونا" وتأكيدها أن المرض سينتقل للغالبية لا محالة، قبل أن تنشر تدوينة أخرى بعد أيام وتقول فيها أن الفحص الثاني نفى إصابتها بالفايروس.
ويبدو أن التحول الذي حصل في تعاطي النظام السوري مع هذه الأزمة، وتغييره لسياسته الأمنية القائمة على الرفض وإنكار الأزمات، يعود لدوافع عدّة، ومن غير المستبعد أن يكون ذلك حصل بناء على توصيات من الدول الداعمة للنظام وخاصة روسيا، ويمكن تلخيص هذه الدوافع بـ:
1. استثمار أزمة "كورونا" العالمية بهدف الضغط على المجتمع الدولي وخاصة الولايات المتحدة الأمريكية من أجل تخفيف شدة العقوبات خاصة بعد تطبيق حزمات جديدة بموجب قانون "قيصر"، علماً أن العقوبات لا تشمل القطاع الطبي، وقد تسعى روسيا لاحقاً إلى طرح القضية في مجلس الأمن الدولي وتطالب بتخفيف العقوبات على النظام من أجل إفساح المجال له لمواجهة الأزمة.
2. العمل على لفت الأنظار عن سوء الأوضاع الاقتصادية السيّئة للشعب السوري بما في ذلك انهيار العملة المحلية إلى مستوى غير مسبوق، من خلال إشغال الرأي العام بجائحة "كورونا" المهددة للحياة.
3. استغلال الأزمة الصحية للتهرب من الاستحقاقات السياسية القادمة، وتحديداً اجتماعات اللجنة الدستورية المقبلة، حيث جاء تسليط الضوء على الأزمة بُعيد إقامة الانتخابات البرلمانية وقُبيل انطلاق أعمال اللجنة الدستورية.
وحدة التحليل والتفكير - مركز جسور للدراسات
لزيارة قناتنا على التلغرام اضغط هنا