ما وراء تكثيف تنظيم داعش هجماته في البادية السورية؟
يناير 06, 2024 3666

ما وراء تكثيف تنظيم داعش هجماته في البادية السورية؟

حجم الخط


بدأ تنظيم داعش مع دخول عام 2024 سلسلة جديدة من الهجمات المتوازية ضدّ مواقع قوات النظام السوري والميليشيات الإيرانية في البادية؛ حيث قامت مجموعات تابعة له بتنفيذ ما لا يقلّ عن 7 هجمات في غضون 3 أيام فقط،  مما أدى إلى مقتل وإصابة العشرات. 

في الأول من كانون الثاني/ يناير هاجمت مجموعة من التنظيم تجمُّعاً لميليشيا القاطرجي في حقل  نفط الخراطة/ بئر قصيبة، والمزرعة/ جنوب دير الزور، مما أدى لمقتل 6 عناصر وإصابة 4 آخرين وإحراق صهريجين. في الوقت ذاته نفذت مجموعة أخرى من التنظيم هجوماً على حاجز لميليشيا لواء القدس على الطريق الرابط بين الشولا وكُباجب غربي دير الزور، مما أدى لمقتل 3 عناصر على الأقل. في اليوم التالي، هاجمت مجموعتان للتنظيم حاجزين تابعين للفرقة 17 في قوات النظام على الطريق الرابط بين معدان جنوب الرقة والشولا غربي دير الزور (منطقة الشيحا)، مما أدى إلى مقتل 9 عناصر وإصابة 20 آخرين، والانسحاب من الحاجزين تجاه الطبقة من جهة والسخنة من جهة أخرى، إضافة إلى تدمير 3 سيارات عسكرية، فضلاً عن إعطاب سيارة والاستيلاء على أخرى كانت تقلّ عناصر مؤازرة قادمين إلى الحاجز ذاته. 

جاءت هذه الهجمات بعد مقتل 7 عناصر من قوات النظام وإصابة 10 آخرين إثر استهداف حافلة كانت تقلّهم قرب مدينة تدمر في ريف حمص أواخر كانون الأول/ ديسمبر 2023، والتي سبقها هجوم على جنوب الرقّة في 8 تشرين الثاني/ نوفمبر مما أسفر عن مقتل 30 عنصراً على الأقل. 

تبدو هجمات التنظيم مع بداية عام 2024  امتداداً للعمليات التي ينفّذها منذ نهاية عام 2023، في استمرار لإستراتيجيته الهادفة للتحكُّم بطرق البادية واستنزاف الميليشيات الإيرانية وقوات النظام؛ حيث تعتمد الخلايا التابعة له على انتهاز جميع الظروف المتاحة والتنسيق المستمر لشنّ هجمات متوازية في المنطقة المستهدفة.  

يُتوقَّع أن تتجه هجمات التنظيم في الفترة المقبلة إلى استهداف متصاعد للحواجز العسكرية لقوات النظام والميليشيات الإيرانية بغرض التموُّل منها عَبْر الاستيلاء على الآليات والذخائر والأسلحة، وبغرض دفع تلك الحواجز للانسحاب من المنطقة عَبْر تركيز الهجمات واستمرارها عليها، بالنتيجة يسعى التنظيم للتحكُّم شِبه المطلَق بعقد التواصل في البادية ثمَّ التهيُّؤ للمرحلة التالية القائمة على إعادة التموضع والانتشار وتنفيذ هجمات ضدّ مدن مركزية في المنطقة مثل السخنة.