سيناريوهات تعطيل روسيا لآليّة دخول المساعدات الأممية إلى سورية
حجم الخط
قبل يوم واحد فقط من موعد تصويت مجلس الأمن لتمديد القرار الأممي 2585 عقد مركز جسور للدراسات ورشة عمل في 6 تموز/ يوليو 2022 شارك فيها نخبة من الخبراء والباحثين والإعلاميين الذين حضر بعضهم في المكتب الرئيسي للمركز في إسطنبول، فيما شارك المدعوُّون من خارج إسطنبول عَبْر برنامج الاجتماعات الافتراضية زووم (zoom).
وقد بدأت ورشة العمل بترحيب محمد سرميني المدير العامّ لمركز جسور للدراسات بالمشاركين ووضعهم بين يدَي الموضوع وأبعاده السياسية التي تؤثر بشكل مباشر على الجانب الإنساني المهدد بشكل مستمر بالضغوطات الروسية، ليؤكد المشاركون بعد ذلك من خلال نقاشاتهم التأثير السياسي الكبير من الدول على ملف المساعدات الإنسانية.
ورشة العمل ناقشت المحاور الرئيسية التي كانت مُجدوَلة في الدعوات التي وُجِّهت للمشاركين، وهذه المحاور هي:
1. تقييم دور وأهمية المساعدات الأممية في الشمال السوري، وآثار عدم تمديد آليّة دخولها عَبْر الحدود.
2. ما هي السيناريوهات المحتملة لتجديد القرار الأممي؟
3. ما البدائل الإقليمية والدولية للاستجابة الإنسانية في المناطق الخارجة عن سيطرة النظام؟
4. دور مؤسسات المعارضة السورية والمجتمع المدني السوري في الدفع لإيجاد البدائل.
وقد أفاد المشاركون بحجم المساعدات الكبير الذي تحققه آليّة دخول المساعدات الأممية، حيث زادت مخصصات الدعم الإنساني عام 2021 عن 2.1 مليار دولار أمريكي، وهذا الحجم من المساعدات يُوزَّع في كامل الخريطة السورية، وهو طبعاً لا يغطي كامل الاحتياجات الإنسانية والتي بحسب الخبراء تحتاج للاستكمال العاجل بضِعْف هذا المبلغ على الأقل.
وبحسب المعطيات الأولية فقد رجح المشاركون عدم تعطيل روسيا لاستمرار آليّة دخول المساعدات الأممية عَبْر الحدود السورية التركية (من معبر باب الهوى شمال إدلب)، وكانت أسباب ترجيح تمديد القرار الأممي بناءً على المعلومات المهمة التي أثرى بها مديرون ومسؤولون في منظمات إنسانية تعمل بالشراكة مع الأمم المتحدة ومنظماتها على تنفيذ المشاريع الإنسانية في شمال غرب سورية.
في حين اتفق المشاركون على ضرورة التفكير الجادّ بالبدائل، سواء البديل عن تحمُّل الضغوطات الروسية في كل مرحلة من مراحل تجديد القرار الأممي والذي سيتوقف في يوم ما، أو البدائل عن ازدياد الاحتياجات الإنسانية المستمر وخصوصاً في مناطق المعارضة السورية، حيث دار النقاش حول ضرورة تطوير آليات التنسيق الداخلية بين المنظمات وبين المجتمع المدني، وضرورة التفكير والانتقال لخطوات ملموسة في التنمية وتطوير فرص العمل والموارد في مناطق العمل المختلفة شمال غرب سورية.
وقد انتهت ورشة العمل بعد ثلاث ساعات من النقاش بالتأكيد على أهمية استمرار هذه الورشات والنقاشات وتطوير برامج عمل منها، وكذلك التأكيد على أهمية دور مراكز التفكير والمؤسسات البحثية في ذلك.