رسائل تركيا من القصف المتكرّر للمواقع العسكرية المشتركة بين النظام وقسد
أغسطس 25, 2022 2524

رسائل تركيا من القصف المتكرّر للمواقع العسكرية المشتركة بين النظام وقسد

حجم الخط
 
 
تشهد مناطق سيطرة قوات سورية الديمقراطيّة شرق وغرب الفرات منذ مطلع آب/ أغسطس 2022، تصعيداً غيرَ مسبوقٍ من الجانب التركي، شمِلَ عمليات قصفٍ جوّي باستخدام الطيران المسيّر الحربي وقصفٍ مدفعيّ وصاروخيّ وبالأسلحة الرشاشة لنقاط عسكريّة تتبع قسد وحزب العمّال الكردستاني والنظام السوري على حدّ سواء.    
 
ويُلاحَظ أنّ التصعيد الأخير تركّز معظمه على النقاط العسكريّة المشتركة بين قسد وقوات النظام في كل من عامودا وتل رفعت، فضلاً عن نقاط التمركز المنفردة لقوات النظام خاصةً تلك القريبة على الحدود "السوريّة – التركيّة" شرق الفرات والتي انتشرت بناءً على مذكرة سوتشي (2019).    
 
وعلى نحو غير مسبوق قام الطيران الحربي التركي في 16 آب/ أغسطس بقصف أكبر نقاط تمركز قوات النظام في تلة جارقلي غرب عين العرب، مما أسفر عن مقتل 16 عنصراً، تم الاعتراف بـ 3 منهم فقط، ليردّ النظام في 19 من الشهر ذاته باستهداف أحد الأسواق الشعبية في مدينة الباب شرق حلب، مما أسفر عن مقتل وجرح أكثر من 60 مدنياً.    
 
ويبدو أنّ تركيا تريد توجيه عدد من الرسائل من هذا التصعيد الميداني ضد مواقع قوات النظام التي تنتشر ضِمن مناطق سيطرة قسد، لا سيما وأنّها تتزامن مع مباحثات جارية بين الطرفين سبق أن أعلن عنها وزير الخارجية جاويش أوغلو، وهذه الرسائل هي:    
 
• رفض الآلية الحاليّة لتنفيذ بعض بنود مذكرة سوتشي (2019) بما يخص دور النقاط العسكريّة المشتركة بين قوات النظام وقسد خاصةً أنّ هذه النقاط استُخدمت في عدّة مرات لضرب أهداف عسكريّة ومدنيّة تركيّة خارج وداخل أراضيها، عدا أنّها قد تُساهِم في تطوير التنسيق المشترك بين الطرفين كحالة غرفة عمليات "صاعقة الشمال" التي تم إنشاؤها نهاية أيار/ مايو في منطقة تل رفعت بهدف إخراج تركيا من مناطق شمال حلب.    
 
• ترجمة ميدانيّة لعدم قبول تركيا بواقع الوساطة الحاليّة التي تقوم بها روسيا، والتي كان من المفترض أن تضمن انسحاب عناصر حزب العُمّال الكردستاني وفرعه السوري من المنطقة الحدوديّة إلى عمق 30 كم باتجاه الجنوب.    
 
• ترجمة ميدانية لمحدّدات وشروط تركيا الأساسية إزاء طبيعة أي تعاوُن محتمل مع النظام، قائمة على رفض الخروج من شمال سورية دون ضمان إنشاء منطقة آمِنة، وعدم قبول أي دور في مكافحة الإرهاب لا تكون تركيا شريكاً فيه؛ كونها لا تثق بجهود النظام في هذا الصدد.    
 
• التأكيد على أنّ أي انفتاح سياسي قد تُقدم عليه تركيا نحو النظام لا يعني أنّها على استعداد للتنازل عن أي من أهدافها الإستراتيجية في سورية تحت أي ضغوط كانت.    
 
عموماً، إنّ رسائل التصعيد الميداني التركي ضد قوات النظام لا تعني بالضرورة إنهاء المفاوضات الجارية بين الجانبين بوساطة روسية وإيرانية، لكنها قد تعيق تحقيق تقدُّم فيها، لا سيما مع إصرار تركيا على استمرار عمليات الاستهداف ضد مواقع PKK في المنطقة ومواقع قوات النظام في حال تقديم الدعم لتنفيذ أنشطته.