خريطة النفوذ العسكري في سورية 01-06-2019
أظهرت خريطة النفوذ العسكري في سورية لشهر أيار/ مايو 2019 اختلافاً طفيفاً في نسب السيطرة الكلية بين مختلف القوى المتصارعة مقارنة مع النسب التي تم تسجيلها في شهر نيسان/ أبريل الماضي.
وقد شهد هذا الشهر قيام قوات النظام السوري والميليشيات المتحالفة معه بشنّ هجوم واسع النطاق على منطقة خفض التصعيد في محافظة إدلب ومحيطها شمال سوريا، بدعم وتغطية جوية ونارية من روسيا.
ووفقاً للخريطة التي يصدرها مركز جسور للدراسات شهرياً فإنّ نسبة سيطرة النظام السوري على الأرض أصبحت (61.91%) مقارنة مع نسبة (61.88%) التي تم تسجيلها في الشهر الفائت. وجاءت هذه الزيادة الطفيفة في قسم منها على حساب نسبة فصائل المعارضة التي باتت تُسيطر على (10.25%) من الأرض السورية، مقارنة مع نسبة (10.30%) التي كانت تسيطر عليها منذ شهر آب/ أغسطس 2018.
كما انخفضت نسبة سيطرة قوات سوريا الديمقراطية بشكل محدود، وأصبحت عند (27.84%) مقارنة مع نسبة (27.92%) التي سجّلتها منذ كانون الثاني/ يناير 2019.
ولم تعد لتنظيم داعش أي سيطرة عسكرية منذ شباط/ فبراير الماضي.
الشمال السوري
تعرّضت خارطة النفوذ والسيطرة شمال سوريا إلى تعديل طفيف في نسب السيطرة نتيجة الحملة العسكرية المستمرة التي بدأها النظام السوري بإسناد جوي روسي مُكثّف في 6 أيار/ مايو 2019، والتي سبقها تمهيد ناري كثيف استمرّ لعدّة أسابيع.
وفي 11 أيار/ مايو كانت مساحة سيطرة النظام السوري في المنطقة العازلة الواقعة ضمن منطقة خفض التصعيد في محافظة إدلب ومحيطها قد بلغت 69 كم2؛ حيث تمت السيطرة على مدن ومواقع استراتيجية منها كفرنبودة وقلعة المضيق وتل الهوّاش، وزادت هذه المساحة في 15 أيار/مايو بعد التقدّم نحو بلدة الحويز في سهل الغاب لتصبح 77 كم2، وبعد قرابة أسبوع شنّت فصائل المعارضة هجوماً معاكساً على مواقع النظام السوري التي استولى عليها مؤخراً في كفرنبودة وتل هوّاش، ما أدّى لتراجع مساحة سيطرة هذا الأخير إلى 57 كم2، لكن سرعان ما تم الانسحاب منها تحت ضغط القصف الشديد من سلاح الجو والمدفعية، لتعود مساحة سيطرة النظام السوري على تلك المنطقة كما كانت عند 77 كم2.
الشرق السوري
تعرّضت خارطة النفوذ والسيطرة شرق الفرات إلى تعديل بسيط جرّاء خطوة غير متوقّعة قامت بها قوات النظام السوري في 29 نيسان/ أبريل 2019، حينما شنّت هجوماً مباغتاً من مناطق تمركزها في ريف الرقّة الجنوبي الغربي، لتسيطر على قرية هوة الجريات، حيث حصل تقدّم بمسافة 3 كم، وتقع القرية عند نقطة تماس مع قوات سوريا الديمقراطية، وقد سارع التحالف الدولي إلى التدخل لشنّ غارات جوية ضد قوات النظام السوري ما منع هذا الأخير من الاستمرار في هجومه المفاجئ.