الزلزال يترك أثره الأخطر على مناطق شمال غرب سورية
فبراير 07, 2023 2250

الزلزال يترك أثره الأخطر على مناطق شمال غرب سورية

حجم الخط


ضربت سلسلة زلازل تركيا وسورية، ووصلت اهتزازاتها إلى لبنان والأردن وفلسطين، في واحد من أكبر وأخطر الزلازل على مستوى العالم خلال عَقْد من الزمن. وقد دمرت هذه الزلازل المتعاقبة مدناً وولايات في جنوب تركيا وفي شمال وشمال غرب سورية، وشملت في سورية المخيمات والمدن والقرى في محافظات حلب وإدلب، واللاذقية وطرطوس وحماة.   

وقد كان الأثر الإنساني الأشد في سورية على مناطق النزوح والمخيمات في إدلب وفي غرب وشمال حلب، لأسباب أهمها:    

-ضعف الأبنية في هذه المناطق، إما لقدمها أو سُوء بنائها، أو نتيجة تأثرها بعمليات القصف السابقة لهذه المناطق.     
-الظروف الجوية العاصفة من الثلوج والأمطار وانخفاض درجات الحرارة التي تُضاعف معاناة المنكوبين.    
-قلة المنظمات والفِرَق المحلية العاملة، أمام حجم الأماكن المتضررة وعدد الأشخاص المنكوبين، فضلاً عن أن مكاتب هذه المنظمات والفِرَق وكوادرها داخل سورية وفي جنوب تركيا تأثرت هي الأخرى بشكل مباشر بالكارثة.    
-قلة الإمكانيات اللوجستية والتقنية التي بين أيدي المنظمات والفِرَق المحلية العاملة، فضلاً عن عدم وجود الآليات الثقيلة، الأمر الذي جعل عملية التدخل الإنساني تستغرق وقتاً أطول يهدد حياة المفقودين تحت الأنقاض.    
-البيئة المغلقة لمكان الكارثة، حيث قدرة الدول أو المنظمات على التدخل والدعم الإنساني تكاد تكون غير ممكنة برياً.    

وأمام هذا الوضع الإنساني الصعب في شمال غرب سورية، غاب الدعم الدولي بالكامل عن هذه المنطقة، حيث تُركت وحيدةً دون أي دعم من أي نوع، وهي أصلاً منطقة شِبه منكوبة حتى ما قبل الزلزال، وتعاني من نقص الخدمات بشكل شديد، وتعتمد بشكل مكثف على المساعدات الخارجية.     

إن إنقاذ مئات الآلاف من المنكوبين في مناطق شمال غرب سورية يلزمه تحرُّك دولي إنساني عاجل، فطالما أن هناك عائلات تحت الأنقاض فإن مُضِيّ الوقت يعني خسارة المزيد من الأرواح، وهذا التحرك الدولي يجب أن يتخطى الجغرافيا وتعقيداتها، لإيجاد حلول استثنائية عَبْر الجسور الجوية والبرية، أو حتى إيصال المساعدات للمنكوبين بإلقائها من الجو.     

وتتضمن أولويات الحاجة للتدخل الإنساني الدولي:    

-وصول فِرَق من المتطوعين والخبراء للتعامُل مع تداعيات الكارثة الإنسانية.    
-إيصال معدات الحفر والآليات الثقيلة بشكل عاجل لإخراج العالقين تحت الأنقاض.    
-وصول الفِرَق الإسعافية والعربات والمشافي المتنقلة لإسعاف آلاف الجرحى والمصابين.    
-إيصال موادّ غذائية جاهزة (لا تحتاج للتحضير) إلى المنكوبين، بالإضافة لتأمين مياه الشرب النظيفة.    
-تأمين المأوى الآمِن والدافئ لمئات العوائل المنكوبة التي دُمِّرت منازلها أو تصدَّعت.    
-المساعدة بإخلاء مئات الضحايا، وتسليمهم إلى ذويهم والمساعدة في دفنهم.    

هذه الاحتياجات الطارئة لا تحتمل التأخير بتعقيدات بيروقراطية أو سياسية، وربما لا تستطيع الفِرَق المدنية وَحْدَها تأمين التدخل المطلوب مع الحديث عن ضِيق الوقت، لذلك فإنه من الواجب العملي لِتدارُك الكارثة تدخُّل الدول بشكل أوسع بصورة مباشرة، وتقديم كل أشكال الدعم للمنظمات الإنسانية العاملة في شمال غرب سورية، بما يُمكنها من القيام بواجبها بشكل أفضل.