الزلزال وأثره على المشهد السياسي في سورية
مارس 07, 2023 2000

الزلزال وأثره على المشهد السياسي في سورية

حجم الخط



عقد مركز جسور للدراسات ورشة عمل خاصة في العاصمة الفرنسية باريس الأحد  5 آذار/ مارس  2023 ، شارك فيها نخبة من السياسيين والباحثين والناشطين السوريين، الذين ناقشوا الأثر السياسي بعد الزلزال الذي ضرب سورية وجنوب تركيا في الأسبوع الأول من شباط/ فبراير، والذي أدّى لكارثة إنسانية واقتصادية كبرى. 

ناقشت ورشة العمل 3 محاور رئيسية، هي: 

  1. تقييم تفاعُل الجهات الدولية مع الأطراف المحلية في سورية. 
  2. استشراف التغيُّرات السياسية في القضية السورية بعد الزلزال. 
  3. دراسة فرص المعارضة السورية سياسياً، وتوصيات التحرُّك بعد الأزمة.  

ناقش المشاركون في الورشة كيف تفاعلت الجهات الدولية مع الكارثة في سورية، سواء الجهود الإنسانية التي تم تقديمها للمناطق المنكوبة، أو التواصل السياسي تحت غطاء الكارثة الإنسانية، وهنا لا بُدّ من الانتباه إلى  3 أمور رئيسية: 

  • الأداء الضعيف للأمم المتحدة ومؤسساتها، وتأثُّرهم بروايات النظام السوري المضلّلة. 
  • التوجيه الإعلامي المضلّل (بروباغندا) الذي مارسته وتمارسه روسيا والنظام. 
  • موقف الولايات المتحدة المحذر من التطبيع، والمُشدّد على استمرار العقوبات على النظام. 

كان الاستغلال السياسي الذي مارسه النظام للكارثة الإنسانية حاضراً في نقاشات المشاركين، التي تطرّقت أيضاً إلى محاولاته توسيع تطبيع العلاقات مع دائرة أوسع من الدول التي كانت قد انخرطت سابقاً في ملفّ التطبيع، الذي لم يحقق الخرق الذي كان يطمح له النظام، خاصة مع استمرار الموقف الإقليمي والدولي الرافض والمحذر من هذه الخُطوة. 

صنّف المشاركون موقف الدول العربية إزاء التطبيع إلى دول مُبادِرة لم تكن تنتظر أصلاً فرصةَ الكارثة الإنسانية، ودول أخرى ملتزِمة بالتحفّظ على فكّ العزلة عن النظام؛ كونه جعل سورية منصة للتهديد الإيراني، وهناك دول تسعى للتواصل والحوار مع النظام بدل مقاطعته بغرض تغيير الوضع القائم. 

في هذا الصدد، أكد المشاركون أن النظام لن يَتغير ولن يُقدم شيئاً ولن يُغير شيئاً، وهو ما تستنتجه الدول التي تحاول حوار النظام لكسب أيّ تغيير فيه، مما يستوجب على المعارضة السورية بطيفها الواسع استمرار التواصُل مع جميع الدول، حتى تلك التي اختارت فتح قنوات التواصُل مع النظام. 

إنّ كارثة الزلزال وآثارها السياسية تأتي –بحسب المشاركين– ضِمن مدخلات أخرى كثيرة ومُعقَّدة تُسهم في رسم المشهد السياسي في سورية، لكن رغم كل التغييرات سواء في الموقف الدولي والإقليمي من المشروع الإيراني أو الموقف من الحرب الروسية في أوكرانيا، فإنه لا يتوقع في المدى القريب والمتوسط تغييرات كبيرة في المقاربة الإقليمية والدولية للقضية السورية. 

وأخيراً، ناقش المشاركون ضِمن ورشة العمل أداء المعارضة السورية كمؤسسات رسمية أو كطيف واسع من مجموعات الضغط والقوى السياسية وقُوَى المجتمع المدني، وأداء المجتمع المدني، وتحديداً منظمة الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء)، والذي كان أكبر وأسرع من باقي مكونات المعارضة، في حين أكد المشاركون على ضرورة استمرار العمل وخاصة في الجانب القانوني سعياً لخلاص سورية والسوريين وتحقيق التحول الديمقراطي الذي تحتاجه البلاد في المستقبل.