الأحزاب السياسية في سورية 1924 – 2024
يُصدِر "مركز جسور للدراسات" هذا الكتاب ليكون دليلاً شاملاً يرصد كافة الأحزاب السياسية السورية التي نشأت خلال 100 عام من تاريخ سورية الحديث، وهي الأحزاب التي ما تزال قائمة حتى عام 2024.
بلغ عدد هذه الأحزاب 134 حزباً سياسياً تم تصنيفها وترتيبها بحسب توجُّهاتها السياسية والأيديولوجية، ويُلاحِظ الكتاب أن عام 2011 تاريخ مفصلي في الحياة السياسية الحزبية في سورية، فيستعرض -مراعياً الترتيب الزمني- الأحزاب التي تأسست قبل هذا التاريخ، ثم التي تشكّلت بعده.
يُقدِّم الكتاب تعريفاً بكل حزبٍ، من حيث تاريخ تأسيسه وظروف نشأته، والقيادات التي تعاقبت على رئاسته، وأهم الأحداث في مسيرته، والأيديولوجيا الفكرية والسياسية التي يتبناها، وما يميزه ضِمن مبادئه وأهدافه، ثم تحالُفاته وعلاقاته وتموضعه السياسي بين النظام الحاكم أو مؤسسات المعارضة الرسمية، أو الإدارة الذاتية لشمال سورية وشرقها، مع ترجمة مؤسِّس الحزب، ورئيسه الحالي، وبعض القيادات بينهما.
اعتمد الكتاب المنهج الوصفي في تعريف الأحزاب، بالتزام عرض الوقائع والمعلومات بشكل موضوعي وحيادي بعيداً عن الدخول في التقييم والتحليل، بهدف أن يكون الكتاب مرجعاً موثوقاً، ومادة أساسية للمهتمين بالأحزاب السياسية السورية.
رغم الطابع الشامل لهذا الكتاب، إلا أنه يستثني الأحزاب المندثرة، وتلك التي لم يتمكن فريق العمل من الحصول على معلومات حولها، بسبب ضعفها الشديد واتجاهها نحو الاندثار، كما أنه يستثني المجموعات التي لم تأخذ طابع الأحزاب السياسية، مثل التجمعات التي أخذت شكلاً ثقافياً أو فكرياً.
قُسِّم الكتاب إلى 3 أبواب رئيسية، يضمّ الباب الأول وصفاً وتحليلاً للبيئة السياسية في سورية ولأهم الظواهر المستنتجة من استعراض الأحزاب السياسية المرصودة في الكتاب، ثم تعريفاً بأهم التجمُّعات والتحالُفات السياسية التي شكَّلتها هذه الأحزاب التي يُقدِّم تعريفاً بكل منها في البابين الثاني والثالث.
يضمّ الباب الثاني الأحزاب قبل عام 2011، ويضمّ الباب الثالث الأحزاب الناشئة بعد عام 2011؛ استناداً إلى أن هذا العام كان تاريخاً مفصلياً في الحياة السياسية السورية، حيث شهد نقلة نوعية في عدد الأحزاب السياسية الناشئة بعد هذا التاريخ والتي بلغت (92) حزباً، في مقابل (42) حزباً كانت قبل ذلك.
في الباب الثاني والثالث قُسِّم كل باب إلى فصول، بحيث يجمع الفصل الأحزاب السياسية ذات التوجُّه الواحد، ورُتِّبت الفصول بحسب ظهور هذه التوجُّهات والأيديولوجيات في الحياة السياسية السورية.
رُتّبت الأحزاب داخل كل فصل بحسب تاريخ تأسيسها، وهذا الترتيب يساعد في رصد الانقسامات، وظهور الأحزاب الجديدة ضمن التوجُّه السياسي الواحد.
تأتي أهمية هذا الكتاب من أنَّه يرسم الخارطة السياسية لسورية، والتي من المفترض أنها تتشكل من القوى والأحزاب السياسية فيها، وهذا لا بد أن يثير التساؤلات حول قدرة الأحزاب في وضعها الحالي على تشكيل مستقبل سورية، وموقعها أو دورها وأثرها في إنهاء حكم الحزب الواحد، وإزالة رواسبه الممتدة منذ أكثر من 6 عقود.
يفتح الكتاب للقارئ باب المقارنة للحياة السياسية بين مرحلتين رئيسيتين في سورية، تشكل فترة حكم البعث جدار الفصل بينهما، الأولى فترة تنوُّع الحياة السياسية التي أنشأت الأحزاب التقليدية (الشيوعية والقومية باتجاهاتها المتعددة والإسلامية والليبرالية)، والثانية بعد عام 2011 حيث بدأت الحياة السياسية تعود للتنوع من جديد، بما تبقى من الأحزاب التقليدية، أو في الأحزاب الناشئة.
هنا تكمن ضرورة المقارنة في رصد حجم الجمود أو التغيير الذي طرأ على التوجُّهات الفكرية للأحزاب، وعلى أدبياتها السياسية والأيديولوجية، وفي طريقة تعامُلها مع الحالة الوطنية، أو مع التحوُّلات الإقليمية والدولية.
الكتاب مُتاح للشراء بنسخة إلكترونية، حيث يبلغ سعره 12$. للشراء اضغط على الرابط أدناه: