أقام مركز جسور للدراسات لقاءً بحثياً بمكتبه الرئيسي في دمشق بعنوان "دور المجتمع في حماية التعايش والسلم الأهلي" شارك فيه نخبة من الفاعلات والفاعلين في المجتمع المدني ضمن القطاعات البحثية والإعلامية والسياسية والمنظمات الأهلية.    

ناقش المشاركون التحديات التي تواجه التعايش المشترك بين مكوِّنات الشعب السوري، سواء على مستوى الاختلاف المناطقي وما رسمته الحالة الجديدة بعد سقوط نظام الأسد من انزياحات سكانية، أم على مستوى ما تتمتع به سوريا من التنوع الديني والمذهبي والإثني، وكانت معظم الآراء توصِّف واقعاً من الشرخ المجتمعي وانهيار الحوامل الاجتماعية نتيجة سياسة ممنهجة كان يعتمدها النظام البائد.    

وفي الحديث عن أدوات معالجة الواقع والاستفادة من الفرص لدعم الاستقرار وإعادة بناء العقد الاجتماعي بشكل سليم ناقش المجتمعون الخُطوات التي قامت بها الدولة بداية من مؤتمر الحوار الوطني إلى الإعلان الدستوري وتشكيل الحكومة وتشكيل اللجان والهيئات، وصولاً إلى خُطوات تشكيل "مجلس الشعب" الجديد في سوريا، وأثر ذلك كله وتأثيره على السلم الأهلي، بما لهذه الخطوات وما عليها، للانتقال للهدف من هذا اللقاء وهو نقاش دور قُوى المجتمع ونُخبه الفكرية والسياسية في مساعدة الدولة لتحقيق الاستقرار وضمان التعايش السلمي بين مكوِّنات المجتمع وقواه.    

كان حاضراً في النقاش تفجير كنيسة مار إلياس والحوادث الأخرى التي أدمت قلوب السوريين منذ سقوط النظام، وخلص اللقاء إلى ضرورة الإقرار بأن المسؤولية تقع بشكل رئيسي ومباشر على الدولة في حفظ الاستقرار والأمان والسلم المجتمعي وضمان التعايش المشترك، ومع ذلك فإن هناك أدواراً مهمة وفاعلة للمجتمع المدني تساعد الدولة في مسؤولياتها هذه، فضلاً عن أدور أساسية للمجتمع المدني بمنظماته ونُخبه تحتاج إلى المبادرة للقيام بواجب حماية المجتمع ورسم علاقته مع السلطة بالشكل الصحيح والسليم، لتفويت الفرص على الجهات التي تريد الاستثمار في الفوضى.    

وركز المشاركون على ضرورة أن يعرف السوريون بعضهم بعضاً على مستوى المحافظات وعلى مستوى الانتماءات والهُوِيّات الفرعية، من خلال جلسات الحوار والنقاشات وورشات العمل، الأمر الذي تحتاجه نُخب المجتمع المدني ذاتها، بالتوازي مع قيامها بدورها في النشاط التوعوي المجتمعي من خلال الاحتكاك والتأثير بالناس ومن خلال الرسائل التي يوجهونها على وسائل الإعلام وفي مقالاتهم وكتاباتهم.