قراءة في تصريحات وزير الخارجية التركي حول المراقبة المشتركة لطريق M4
قراءة في تصريحات وزير الخارجية التركي حول المراقبة المشتركة لطريق M4
أعلن وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو في 10 آذار/ مارس 2020، أنّ شمال الطريق الدولي حلب – اللاذقية (M4) سيكون تحت الرقابة التركية، في حين جنوبه سيخضع للرقابة الروسية.
ويمكن الوقوف على عدة نقاط هامة في ضوء تلك التصريحات وهي:
1. تشير التصريحات التركية إلى أن تفاهم وقف إطلاق النار الذي وقع عليه الرئيس التركي أردوغان مع نظيره الروسي بوتين، بدأ ينتقل من الخطوط العريضة إلى بحث قضايا تفصيلية / تنفيذية.
2. يحفظ التفاهم الأولي في مضمونه جانباً مهماً من مصالح كل من روسيا وتركيا، حيث ستضمن روسيا من خلاله فتح الطرقات الدولية التي تعتبر بمثابة شرايين اقتصادية، كما أن تركيا ستحافظ على تواجدها ودورها في مراقبة عمل هذه الطرقات.
3. التفاهم الروسي–التركي سيُبعد شبح استهداف المناطق المكتظة بالسكان قرب الحدود التركية، بالتالي سيجنب تركيا موجات نزوح جديدة قد تربك المشهد الداخلي التركي بشكل كبير، كما أن الحضور العسكري التركي شمال طريق m4 والذي أصبح يتخذ شكل خط تماس طويل سيتيح لتركيا إيقاف تمدد قوات النظام السوري إلى تلك المناطق.
4. لا تزال تركيا تبحث عن مستند قانوني للحفاظ على تواجد طويل الأمد في سوريا، وهذا غير متاح إلا عن طريق قرار أممي، أو من خلال تفاهمات مباشرة مع الروس يتم إرغام النظام السوري على قبولها.
5. تقوم الاستراتيجية التركية في سوريا على مواجهة المخاطر التي تهدد الأمن القومي التركي في شرق الفرات، بالإضافة إلى إيجاد حل يحافظ على المصالح الاقتصادية والأمنية التركية في منطقة إدلب، ولذلك تسعى دائماً للمناورة بين روسيا والولايات المتحدة الأمريكية.
6. تفاصيل التفاهم التركي – الروسي لا تزال ضبابية، ولكن على ما يبدو من تصريحات وزير الخارجية التركي فإنّ المعارضة ستنسحب من المنطقة الواقعة جنوب m4، إذ أنّ هذه المناطق سوف تكون تحت الإدارة الروسية. إلا أنّ من غير المعلوم بعد الكيفية التي سيتم فيها نقل السيطرة إلى الروس في تلك المناطق.
ولم توضح تصريحات وزير الخارجية، ولا أي تصريحات تركية أو روسية أخرى، مصير نقاط المراقبة التركية المحاصرة والمنتشرة بالقرب من طريق m5.