خمس سنوات على تدخُّل تركيا في سورية
تمهيد
يُصادف 24 آب/ أغسطس 2021، تاريخ إطلاق عملية درع الفرات شمال حلب قبل 5 سنوات، والتي كانت أوّل تدخُّل عسكري لتركيا في سورية، واستهدفت تنظيم "داعش" ووحدات الحماية الكردية.
أسّست تركيا بموجب عملية درع الفرات منطقة آمنة شمال سورية بمساحة تقارب 2000 كم مربّع، قبل أن تصبح هذه المساحة قرابة 16 ألف كم مربّع، بعدما تشجّعت على شنّ عمليات مماثلة وهي "غصن الزيتون" في 20 نيسان/ إبريل 2018 في عفرين ضد وحدات الحماية الكردية، و"نبع السلام" في 8 تشرين الأوّل/ أكتوبر 2019 شرق الفرات ضد وحدات الحماية الكردية أيضاً، و"درع الربيع" في 27 شباط/ فبراير 2020 في إدلب ضد قوّات النظام السوري.
كان الجيش التركي يمتلك المسوّغات القانونية للتدخل العسكري في سورية حتى قبل عملية درع الفرات؛ أي منذ 2 تشرين الأوّل/ أكتوبر 2014؛ حينما وافق البرلمان على طلب الحكومة بالسماح بتدخل القوّات المسلّحة ضد الإرهاب المتمثّل بتنظيم داعش وحزب العمال الكردستاني في سورية والعراق. بناءً عليه، شنّ سلاح الجو أوّل غارة في 24 تموز/ يوليو 2015. ومنذ ذلك الحين يقوم البرلمان بتمديد التفويض كل عام.
اتّسمت عملية درع الفرات وكل العمليات اللاحقة التي نفّذتها تركيا في سورية بأنها كانت دقيقة وخاطفة. ولتسهيل حركة القوّات الميدانية وتقليل التكلفة ومنع التصادم جويّاً وبريّاً كانت تركيا حريصة على تفعيل قنوات التنسيق العسكرية والاستخباراتية والدبلوماسية مع الولايات المتحدة وروسيا وإيران.