عام على التدخل الروسي في سوريا
بدأ سلاح الجوّ الروسي بتوجيه ضربات جوية في الأراضي السورية بتاريخ 30 أيلول/سبتمبر 2015، وذلك بعد أن استنجد رأس النظام السوري برئيس الكريملين إثر انهيار قواته في أكثر من جبهة وتقدم قوات المعارضة.
سبق التدخل تعزيز روسيا حضورها العسكري في سوريا، حيث وصلت إلى اللاذقية قبل التدخل بأسبوع ست مقاتلات "سوخوي س 34" للانضمام إلى 28 مقاتلة أخرى موجودة سابقاً، وتم تجهيز مطار حميميم بريف اللاذقية لاستقبال الطائرات الروسية.
والآن وبعد مرور عام على بدء التدخل يبدو المشهد السوري مخضباً بدماء الضحايا المدنيين الذي سقطوا جراء قصف الطائرات الروسية منازلهم ومدارسهم وأسواقهم، رغم أن الذريعة التي شرعنت بها روسيا تدخلها هي مكافحة الإرهاب وقتال تنظيم الدولة واستهداف مواقعه.
يمكن إيجاز حصاد التدخل العسكري الدموي وفق التالي:
ارتكبت روسيا 619 مجزرة قتل فيها 3264 مدنياً بينهم 911 طفلاً و 619 امرأة، ومن بين الضحايا أيضاً 32 عنصراً من الأطقم الطبية و11 موظفاً بالدفاع المدني و12 شخصاً من الكوادر الإعلامية. ومن بين المجازر المرتكبة كان استهداف الطائرات الروسية خيمة عزاء في قرية شقرا بريف دير الزور في 20 كانون الثاني/يناير 2016 مخلفة ثمانية قتلى، واستهداف مبنى لفرن آلي في حريتان بريف حلب في 27 أيار/مايو 2016 موقعة 11 قتيلاً بينهم طفل، وقصف قافلة مساعدات تابعة للأمم المتحدة في 19 أيلول/سبتمبر 2016 مؤدية إلى مقتل 12 مدنياً من عناصر الإغاثة.
تدفع نسبة الاستهداف المئوية المرتفعة (حوالي84%) التي طالت محافظتي إدلب وحلب اللتين لا توجد فيهما نقاط ومراكز عسكرية لداعش، إلى التشكيك بصدق الادعاء الروسي بمكافحة تنظيم الدولة وإلى القناعة بأن التدخل جاء لأجل تثبيت قوات الأسد المترنحة وتعزيز موقفها العسكري بعد الضربات التي تلقتها على يد المعارضة المسلحة وبعد فشل الميليشيات المتعددة الجنسيات في إسناد النظام وإيقاف تدهور وضعه العسكري.
بينما تركزت فقط 15% من الهجمات الروسية على مناطق تنظيم الدولة.
كما قامت الطائرات الروسية باستهداف 417مركزاً حيوياً، نجم عنها تدمير ما يزيد عن 59 مركزاً طبياً وتسببت بنزوح ما يقارب الـ59 ألف شخص.
ولقد تنوعت المراكز الحيوية المستهدفة فشملت أفراناً آلية ومجالس عزاء ونقاطاً طبية ومدارس للأطفال (كان آخرها مدرسة بلدة حاس بريف إدلب في 26تشرين الأول/أكتوبر 2016) ومخيمات للنازحين ومساجد وأسواق تجارية مكتظة في ساعات الذروة وأسواق لبيع الأغنام ومراكز للدفاع المدني ومباني وأحياء سكنية.
واستخدمت روسيا في غضون ذلك مختلف أنواع الأسلحة المحرمة دولياً، فسجلت أكثر من 147 هجمة استخدمت فيها الذخائر العنقودية وأكثر من 48 هجمة تم فيها استخدام الأسلحة الحارقة وعدد من الحالات التي شهدت استخدام القنابل الفوسفورية.
وخلال عام من التدخل العسكري تم اقتراح هدنتين مؤقتتين (في 27شباط/ فبراير 2016 و12 أيلول/سبتمبر 2016) يتم فيهما وقف إطلاق النار وإدخال المساعدات الغذائية، لكن روسيا لم تلتزم بهما واستمرت طائراتها وطائرات النظام بالقصف العشوائي والمتعمد.