هل تشنّ تركيا عملية عسكرية جديدة شرق الفرات؟
تحت المجهر | هل تشنّ تركيا عملية عسكرية جديدة شرق الفرات؟
حذّرت روسيا قبل أيام قوات سورية الديمقراطية (قسد) من إدخال القوات الأمريكية إلى تل تمر شمال غرب الحسكة، وإلّا فإنّ القوات الروسية قد تنسحب من المنطقة.
تجاهلت قسد تهديد روسيا، وأبلغت عناصرها والسكان المحليين في المنطقة الواقعة بين رأس العين والدرباسية برفع الجاهزية والاستعداد لإخلاء منازلهم بأيّة لحظة، بسبب احتمال شنّ تركيا عملية عسكرية جديدة.
عدم التزام قسد بتعليمات روسيا يُعدّ انتهاكاً لمذكّرة سوتشي الموقّعة مع تركيا في 23 تشرين الأول/ أكتوبر 2019، ولتفاهم حميميم الموقّع بين الطرفين في 13 من الشهر نفسه.
ويعني انسحاب روسيا من المنطقة خسارتها لحضورها في محافظة الحسكة، وللوصول إلى حقل رميلان النفطي، على حساب عودة واشنطن.
ومع أنّه لا توجد نوايا حقيقية لدى روسيا بالانسحاب وأنّ الإنذار الموجّه لقسد يهدف للضغط عليها، لكنّ حتى في حال وجود جدية بانسحاب جزئي من منطقة محددة فذلك لا يعني قيام تركيا بعملية عسكرية جديدة فوراً، حتى وإن لم تُعِدْ الولايات المتّحدة الانتشار في المنطقة.
فلا يُمكن لأنقرة تنفيذ عملية عسكرية جديدة بدون تفاهم مع الولايات المتحدة، وهو أمر قد يصعب على الرئيس ترامب التوصل إليه في هذا الوقت الحساس من عمر حملته الانتخابية.
لكنّ انتهاء مذكرة سوتشي يعطي تركيا فرصة سانحة لممارسة قصارى الضغط على الولايات المتحدة وروسيا، وقد تُساهم الدبلوماسية النشطة بتهيئة الظروف لشن عملية عسكرية جديدة أو تحصيل مكاسب إضافية من قبل تعجيل تطبيق المنطقة الآمنة المتفق عليها مع أحد الطرفين.
وحدة التحليل والتفكير - مركز جسور للدراسات
للإشتراك في قناتنا على التلغرام اضغط هنا