أثر الحرائق في الساحل على النظام السوري
تحت المجهر | أثر الحرائق في الساحل على النظام السوري
قام بشار الأسد الثلاثاء 13 تشرين الأوّل/ أكتوبر 2020 بزيارة عدة قرى وبلدات في الساحل السوري، على خلفية الحرائق التي اتّسعت رقعتها مؤخراً لتشمل أكثر من 26 موقعاً، وهي امتداد للحرائق التي اندلعت في أيلول/ سبتمبر، والتي عجز النظام السوري عن إخمادها.
وقد يتسبّب هذا الانتشار الكثيف وغير المسبوق للحرائق بإلحاق ضرر كبير بالنظام البيئي الإيكولوجي في سورية من ناحية احتمال فقدان أنواع نادرة من الأشجار ومساحات كبيرة من الأحراش الطبيعية وما يترتب على ذلك من خسائر وآثار تطال الخدمات التي توفرها لمحيطها الحيوي، من قبيل إضعاف قدرة السكان على الوصول إلى مصادر العمل مثل السياحة والزراعة والصيد.
إنّ عدم قدرة النظام السوري على إخماد الحرائق هو نتيجة لغياب البنية التحتية اللازمة للتدخل في مثل هذا النوع من الكوارث، لا سيما وأنه لم يولِ أي اهتمام على مدار نصف قرن في اتخاذ الإجراءات التي تضمن الحفاظ على الثروة الحراجية، مقابل التركيز على الإنفاق العسكري.
ويلاحظ عدم مشاركة روسيا وإيران في إخماد الحرائق باستثناء عمليات الإطفاء في محيط المواقع العسكرية مثل قاعدة حميميم، حيث حالت التكلفة العالية جداً دون ذلك، في ظل تضاريس جغرافية قاسية، واقتصار التجهيزات على المعدات القليلة والبسيطة؛ لذلك إنّ تدخل روسيا يحتاج إلى تسيير أفواج إطفاء جوية انطلاقاً من أراضيها أو بالتعاون مع اليونان وتركيا.
ويُمكن الاعتقاد أنّ هناك مخاوف جدّية لدى بشار الأسد من تقويض قدرة السلطة على توفير الحماية والرعاية للسكان المحليين لا سيما في الساحل، على خلفية الحرائق المندلعة هناك، أي زعزعة الاستقرار القائم في قسم منه على تسويق دعاية التماسك الداخلي، ما يتيح المجال لمزيد من التنافس على مصادر القوة والثروة ضمن أجنحة النظام السوري.
وحدة التحليل والتفكير - مركز جسور للدراسات
للإشتراك في قناتنا على التلغرام اضغط هنا