موجة جديدة من الاحتجاجات في السويداء.. الأسباب والتداعيات
فبراير 07, 2022 2555

موجة جديدة من الاحتجاجات في السويداء.. الأسباب والتداعيات

حجم الخط
موجة جديدة من الاحتجاجات في السويداء.. الأسباب والتداعيات
 
 
انطلقت في مطلع شباط/ فبراير 2022، موجة جديدة من الاحتجاجات في مناطق متفرقة من محافظة السويداء، تعبيراً عن الغضب والسخط على النظام السوري الذي رفع الدعم الحكومي عن مئات آلاف العوائل، حتى بات لزاماً على مَن شملهم القرارُ الحصولُ على الموادّ الغذائية والتموينية بسعر السوق.
 
اتّسع حجم المشاركة في الاحتجاجات في 6 من الشهر ذاته، وتطوّرت من التظاهر إلى قطع الطرق الفرعية والرئيسية بما فيها الذي يصل مركزَ المحافظة مع العاصمة دمشق.
 
ويُلاحَظ في هذه الموجة مشاركة فئات مختلفة من أبناء المحافظة، حيث شملت الاحتجاجات المتضرّرين من قرار رفع الدعم الحكومي ومن تردِّي الأوضاع المعيشية، والمثقفين، ونشطاء المجتمع المدني، وعناصر غير مسلّحة من الفصائل المحليّة. وهذا ما يُفسِّر تعدُّد الشعارات بين التنديد بممارسات النظام التي أدت إلى إفقار السكّان وبين المطالبة بحرية واستقلال سورية، وهو ما تجسَّد بشعار "لا شرقيَّة ولا غربيَّة، نريد سورية دون تَبَعِيَّة".
 
ويُمكن تحديد جملة من الأسباب غير المباشرة التي ساهمت سابقاً -وما تزال- في استمرار الاحتجاجات الشعبية في السويداء: 
 
• تردِّي الأوضاع المعيشية والاقتصادية، وتراجُع مستوى الخدمات التي يُقدِّمها النظام، الذي ما يزال يتمسّك بأولوية فَرْض الأمن على حساب تقديم الخدمات وتحسين الظروف الاقتصادية.
 
• استمرار ضغوط روسيا والنظام لفَرْض التجنيد الإجباريّ على أبناء المحافظة؛ الذين يمتنع الآلاف منهم عن الالتحاق بقوات النظام؛ خوفاً من الزجّ بهم في مواجهة مع باقي مكوّنات الشعب. آخِر تلك الضغوط محاولة تشكيل قوة عسكرية كبيرة من أبناء المحافظة المتخلِّفين عن الخدمة الإلزامية بقيادة نجل العميد "عصام زهر الدين" الذي قُتل في دير الزور سابقاً، رغم أنّ نطاق نشاطها الجنوب السوري فقط.
 
• رفض محاولات روسيا وإيران المستمرة لتوسيع نفوذهما وحضورهما في السويداء.
 
مع أنّها ليست المرّة الأولى التي تشهد فيها السويداءُ احتجاجاتٍ من السكان على سُوء الأوضاع المعيشية إلّا أنّ استمرار أو توقُّف هذه الموجة يبدو مرتبطاً بعدد من العوامل وهي: 
 
• استخدام الحلّ الأمني، على غرار موجة الاحتجاجات التي شهدتها السويداء منتصف عام 2020، حيث أدّت حملات الاعتقال والاحتجاز للمتظاهرين مع تقديم الوُعود بالاستجابة للمطالب لإنهائها. كان من المُلاحَظ حينها عدم استخدام الأسلحة من قوات الأمن. لذلك، في حال تم اللجوء إليها خلال الموجة الجديدة فإنّ احتمال التصعيد من قِبل المحتجين لا يبدو مُستبعَداً.
 
• موقف الفصائل المحلية، والمَرْجعِيّات الدينية، والوُجهاء؛ حيث لا يوجد أي تأييد منهم للاحتجاجات باستثناء قوات "الفهد"؛ بل غالباً ما يُفضِّلون التهدئة على الانزلاق إلى التصعيد. ومن غير المُستبعَد أن تؤدي روسيا دوراً في هذا الصدد عَبْر قناة الاتصال التي تربطها مع قائد حركة "رجال الكرامة" يحيى الحجار.