الوجود الأمريكي في سورية مهام محددة أم طويلة الأمد؟
أقدمت الولايات المتحدة الأمريكية في شهر آذار/مارس على نشر قوات وآليات عسكرية لها في مدينة منبج السورية شمال شرق حلب، الخاضعة لسيطرة مجلس منبج العسكري، التابع لقوات سورية الديمقراطية الحليف الأبرز لواشنطن في سورية. وأعلن المتحدث الرسمي باسم البنتاغون جيف ديفيز في مؤتمر صحفي في 6 مارس/ آذار الجاري أن الهدف من نشر القوات هو "الردع ولإبقاء التركيز منصباً على قتال تنظيم داعش" .
ويأتي هذا التحرك العسكري الأمريكي بعد احتدام الضغوط التركية لإجبار "وحدات حماية الشعب" – وهي ميليشيا سورية-كردية تُعدّ امتداداً لحزب العمال الكردستاني في تركيا– على مغادرة مدينة منبج التي دخلتها في يوليو/ تموز 2016 وطردت منها تنظيم داعش بعد شهر تحت مظلة "قوات سورية الديمقراطية" وبغطاء جوي ومساندة عسكرية من التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة.
وفي تحرك آخر، كشفت واشنطن في 9 مارس/ آذار عن نشر الجيش الأمريكي وحدة "المدفعية" من قوات المارينز الأمريكية قرب مدينة الرقة السورية، وأوضحت صحيفة واشنطن بوست أن القوة الجديدة هي عبارة عن وحدة "المارينز 11" المزودة ببطارية مدفعية يمكن لها إطلاق القذائف من عيار 155 ملليمتر، من مدافع هاوتزر. وشملت القوة أيضاً وحدة تدخل سريع وفريق الهبوط من الفوج الأول .
كما قامت الإدارة الأمريكية الجديدة بمنح القوات الأمريكية في سورية مرونة أكبر في عمليات الاستهداف التي تقوم بها، الأمر الذي أدّى إلى ارتفاع كبير في أعداد الضحايا من المدنيين في ضربات التحالف خلال الأشهر الماضية. وقد كانت قواعد الاشتباك التي تحكم عمليات الطيران الأمريكي في سورية من قبل تتطلّب التدقيق بشكل كبير في الأهداف التي يتم استهدافها، وضرورة تجنّب إصابة المدنيين ما أمكن .
ويؤشّر التغيّر في قواعد الاشتباك المعتمدة إلى تغيّر في الاستراتيجية الأمريكية في سورية. وهو ما يحاول هذا التقرير استقراءه، من خلال استعراض المعطيات، وعرض المحددات، واستقراء السيناريوهات المتوقعة لهذه الاستراتيجية.
يمكنكم قراءة التقرير بشكل كامل من خلال تحميل النسخة الالكترونية