هل تغيّر نمط العمليات التركية ضدّ حزب العمال الكردستاني في سورية؟
فبراير 28, 2024 2455

هل تغيّر نمط العمليات التركية ضدّ حزب العمال الكردستاني في سورية؟

حجم الخط

شهدت مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية (قسد) شمال شرقي سورية خلال شباط/ فبراير 2024 استمرار العمليات الأمنية التركية ضد أهداف تابعة لحزب العمال الكردستاني وفرعه السوري والتنظيمات التابعة لهما، مقابل، انخفاض في العمليات العسكرية.  

تُعتبر عمليات الاستهداف التركية في شباط/ فبراير قليلة من حيث العدد مقارنةً بمعدلها في كانون الثاني/ يناير والذي بلغ أكثر من 50 عملية استهداف بالطيران الحربي والمسيَّر، والتي جاءت في إطار عملية عسكرية جويّة استهدفت بشكل خاص منشآت نفطية وغازية وبِنْية تحتية تابعة للحزب شمال شرقي سورية، في حين تركّزت عمليات الاستهداف في شباط/ فبراير على القياديين العسكريين والأمنيين التابعين لحزب العمال الكردستاني والتنظيمات التابعة له مع استهداف محدود لمنشآت أمنية وعسكرية تابعة للإدارة الذاتية وقوى الأمن الداخلي التابعة لها.  

نفّذت تركيا في شباط/ فبراير 6 عمليات استهداف تم معظمها بالطيران المسيَّر، وتركّزت جميعها في مدينتَي القامشلي والمالكية/ ديريك وريفيهما، واستهدفت مركزاً للأمن الداخلي التابع للإدارة الذاتية (الأسايش) في حي المحطة ومركزَ استشفاءٍ تابعاً لوحدات حماية الشعب YPJ يُسمَّى مركز "فدراسيون جرحى الحرب" في حي الأوروبية وسيارة تابعة لوحدات حماية الشعب YPG في حي الموظفين وسيارة قرب قرية خان الجبل/ خانه سري تابعة لقوات الأمن الداخلي السرياني (السوتورو) وسيارة قرب نقطة تفتيش تابعة للأسايش على مدخل مدينة المالكية/ ديريك وسيارتين قرب قوس مدينة المالكية/ ديريك.  

أدت عمليات الاستهداف لمقتل 4 من عناصر الأسايش و3 من عناصر السوتورو وقيادي في وحدات حماية الشعب YPG يُعرف باسم مراد أتش، الذي كان أحد أعضاء فريق تحويل الأموال ضِمن الشبكة المالية التابعة لحزب العمال الكردستاني والقياديتين في وحدات حماية المرأة YPJ سورخين روهلات إيرانية الجنسية ومتهمة بالمشاركة في هجوم أدى لمقتل 10 جنود أتراك في ولاية شرناق التركية في 2 أيلول/ سبتمبر وآزادي ديريك المتهمة أيضاً بتولي عمليات تأمين الصواريخ والمسؤولية عن تنفيذ هجمات صاروخية ضد القوات التركية المتمركزة في شمال حلب انطلاقاً من مناطق انتشار الميليشيات الإيرانية ووحدات حماية الشعب والمرأة في تل رفعت.  

يُلاحَظ تركُّز عمليات الاستهداف ضِمن منطقتَي القامشلي والمالكية اللتين تُعتبران أكثر المناطق الآمنة لتحركات وأنشطة حزب العمال الكردستاني، مما يعكس زيادة في مستوى الاختراق الأمني للاستخبارات التركية داخل مناطق انتشار قسد وحزب العمال في سورية، وقد يؤدي ذلك لسلسلة عمليات اغتيال لقيادات من الصف الأول أو الثاني في الحزب والتنظيمات التابعة له في سورية، خاصةً تلك المتورطة في عمليات عسكرية أو أمنية ضد مصالح عسكرية أو مدنية تركيّة.  

عموماً لا يبدو أنّ هناك تغيُّراً جوهرياً في نمط العمليات التركية شمال شرقي سورية ضدّ حزب العمال والتنظيمات التابعة له، لكن التركيز بات واضحاً على تنفيذ المزيد من الهجمات ذات الطابع الأمني والاستخباراتي بإدارة وإشراف جهاز الاستخبارات في إطار الإستراتيجية التي بدأتها أنقرة في سورية منذ أواخر عام 2023 والتي تهدف إلى تنفيذ المزيد من الهجمات على الموارد الاقتصادية للحزب واستنزاف قياداته العسكرية والأمنية، هذا وسط استمرار تنفيذ الجيش للضربات الجوية بين الفترة والأخرى.