مهامّ جديدة للتحالف الدولي في سورية بعد استهداف مواقع إيرانية في دير الزور
مارس 08, 2023 3697

مهامّ جديدة للتحالف الدولي في سورية بعد استهداف مواقع إيرانية في دير الزور

حجم الخط


تعرّض صباح الأربعاء 8 آذار/ مارس 2023، أحد مقرات الميليشيات الإيرانية في حي الحميدية بمدينة دير الزور، للقصف بالطيران المسيّر التابع للتحالف الدولي. والموقع المستهدف عبارة عن منشأة رئيسية لتصنيع وإنتاج المواد المخدّرة؛ حيث يحتوي على موادّ أولية ومكابس لإنتاج الحبوب.    

جاء هذا الاستهداف بعد أيام قليلة من زيارة رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة الجنرال مارك ميلي لشمال شرق سورية، وزيارة مماثلة قام بها وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن إلى الأردن التي طلبت منه رسمياً المساعدة في خوض "حرب المخدّرات" المتنامية على الحدود "الأردنية – السورية".   

ومنذ مطلع عام 2022 تزايد اعتماد الميليشيات الإيرانية على مدينة دير الزور كمركز لتجميع وتصنيع وترويج المواد المخدّرة للسوق المحلي والخارجي؛ حيث تعمل على نشرها ضِمن مناطق سيطرة قسد، وتنقلها عَبْر البادية إلى منشآت ومرافق للتعبئة والتخزين جنوب سورية ومنها نحو الأردن والخليج العربي وغيرها.   

في الواقع، يدلّ الاستهداف الأمريكي لأحد مواقع الميليشيات الإيرانية في دير الزور والذي أدّى لمقتل وإصابة عدد من العناصر، على عدد من النقاط، أبرزها:   

1- زيادة النشاط العسكري الأمريكي في سورية بموجب مهامّ جديدة تشمل مكافحة المخدرات وليس فقط مكافحة الإرهاب. وبعد إصدار الولايات المتحدة نهاية عام 2022 قانون محاربة الكبتاغون أصبح بإمكان القوات الأمريكية في سورية استهداف أنشطة الميليشيات الإيرانية ذات الصلة بعدما كانت الضربات سابقاً لا تقوم على أي أساس قانوني.   

2- إكساب الولايات المتحدة طابعاً جدّياً لزيارة مسؤوليها العسكريين إلى المنطقة، وإيصال رسالة تحذيرية مفادها الاستعداد التامّ لاستخدام القوة العسكرية بعد التراجُع في المسار السياسي والدبلوماسي.        

3- وجود إستراتيجية أو سياسة لتقويض أنشطة الميليشيات الإيرانية في سورية، لا سيما أنّ الاستهداف جاء بعد تنفيذ عملية عسكرية أطلقها التحالف مع قوات سورية الديمقراطية باتجاه الحدود العراقية وتهدف إلى ضبط الحدود، إضافة إلى إعلان جيش سورية الحرة في  6 آذار/ مارس، ضبط شحنة مخدرات في منطقة التنف، كانت متجهة إلى الأردن ودول الخليج العربي.   

ومن غير المُستبعَد، أن تدعم الولايات المتحدة أو تنسّق مع المجموعات المحلية جنوب سورية أي درعا والسويداء لملاحقة وإبطال تصنيع وترويج وتصدير المخدرات في مناطق انتشار الميليشيات الإيرانية، على غرار الدعم والتنسيق الذي قدّمته لهم في مكافحة الإرهاب، لا سيما أنّ هذه المجموعات تنشط لأجل هذا الهدف. على سبيل المثال، استهدف مجهولون مطلع شباط/ فبراير، مقرّاً تستخدمه الميليشيات المدعومة من إيران في تصنيع الكبتاغون في بلدة خراب الشحم غرب درعا، مما أدى لتعطيل العمل فيه.   

بالمحصلة، يبدو أن مرحلة جديدة بدأت من قِبل التحالف الدولي إلى جانب شركائه المحليين، وبتوافُق عربي وإسرائيلي، تهدف إلى تقويض أنشطة الميليشيات الإيرانية في سورية عَبْر استهداف منشآت ومرافق وطرق نقل المخدرات في سورية، والذي من شأنه أن يشمل أيضاً العديد من مخازن ومستودعات وعربات نقل الأسلحة والذخائر، لا سيما أنّ كثيراً من المواقع يتم استخدامها بشكل مشترك للمخدرات والأسلحة.