تخبط واشنطن القادم في اليمن
مايو 12, 2016 2121

تخبط واشنطن القادم في اليمن

حجم الخط

د. ظافر محمد العجمي
* المدير التنفيذي لمجموعة مراقبة الخليج


لم تكن واشنطن منشغلاً أصيلاً بقضايا اليمن حتى الساعة 11:18 قبيل ظهر 12 أكتوبر 2000 حين اقترب قارب صغير بقيادة إبراهيم الثور وعبد الله المساواة من تنظيم القاعدة من الناقلة USS Cole واصطدما بها ليقتل 17 ويصاب 39 بحاراً أمريكياً، ولتنطلق في إثرها علاقات يمنية أمريكية شكلها الوحيد هو الطائرات بدون طيار. لقد قاد سوء التقدير الإستراتيجي واشنطن بناء على تقديرات ضباط الاستخبارات في لانغلي إلى تحولات حادة في الموقف الأمريكي في اليمن، فقد شرعت واشنطن أبواب صنعاء ليستبيحها الحوثة نظير استمرارهم في العمل كضباط ميدان يوجهون قذائف طائراتها ضد خلايا القاعدة. وهذا ما جعل الرياض تسدل الستار على بداية «عاصفة الحزم» في إجراء مروع لواشنطن التي كانت تلعب دور الحليف غير الوفي. ولتلافي الخسارة، شاركت في الحصار البحري على اليمن، ليظهر للمراقبين أن التخبط يشغل حيزاً كبيراً من أفق تحركاتها. فهل هي مع أو ضد القوات الصالحوثية!!
القدرة التخريبية للقوة المادية، وغطرسة القوة التي قادت لكارثة السفينة كول جعلت واشنطن تنكمش أمام سواحل اليمن، لكنّ تحولاً حدث مؤخراً يشبه تحطيم الأقفال المقدسة أعاد الأمور إلى ما كانت عليه قبل «كول»، فقد قررت واشنطن مؤخراً إرسال قوات أمريكية إلى اليمن لمساعدة التحالف العربي على قتال «القاعدة». ولكي يتمكن المرء من التنبؤ بسلوك السياسة الخارجية الأمريكية، عليه أن يطرَح التساؤلات الصحيحة، فمشكلة فهمها ليس بعدم توافر المعلومات بل الفشل في تصنيف المعلومات المتاحة، مما يفتح مجالاً للتأويل وهو أن واشنطن، بالتدخل الأمريكي المرتقب في اليمن هو شكل آخر من أشكال التدخل بطائرات من دون طيار، وقد انطلقت من قيم ومحفزات مصلحية فجة تعبر عن الواقعية الميكافيلية خير تمثيل. فواشنطن أوباما لن تقاتل معنا كما فعلت واشنطن بوش الأب، وعلى من يتوقع غير ذلك أن ينظر إلى التدخل الأمريكي في سوريا بخمسين عسكرياً وفي العراق بأقل منهم. كما أن واشنطن لم تطور خلال العشرين سنة الماضية عقيدة عسكرية حاسمة للقضاء على القاعدة، فماذا لديها الآن!
* بالعجمي الفصيح:
لماذا قبلنا بمشاركة واشنطن، التي أرادت أن تكون جزءاً من النصر العسكري الخليجي القادم في اليمن. بعد أن اتضح أن سبطانات المدافع بالخنادق لا متأنقي الفنادق هي ما سوف يحسم الأمور. ولماذا قبلنا دخول أمريكا وهي التي ستكون عالة علينا، تجذب لليمن الإرهابيين وشذاذ الآفاق من كل مكان!!