خريطة السيطرة العسكرية في سورية نهاية 2022 وبداية 2023​
يناير 02, 2023 223686

خريطة السيطرة العسكرية في سورية نهاية 2022 وبداية 2023​

حجم الخط


لم تُظهِر خريطة النفوذ العسكري في سورية حتى نهاية عام 2022 أيَّ تغيُّر في حدود السيطرة وخطوط التماسّ بين القوى المحلية على الأرض، وبقيت نِسَب السيطرة ثابتة كلياً بين أطراف النزاع في سوريّة، والتي تمَّ تسجيلها نهاية شباط/ فبراير 2020.              

وبموجب اتفاق وَقْف إطلاق النار بين تركيا وروسيا في 5  آذار/ مارس 2020  شهدت الخريطة السورية أطول فترة تهدئة منذ اندلاع النزاع، أي 33  شهراً، بقيت فيها مناطق السيطرة ثابتة بين قوات النظام السوري وفصائل المعارضة السورية وقوات سوريا الديمقراطية.              

ووفقاً لخريطة السيطرة العسكرية التي يُصدرها "مركز جسور للدراسات" فإنّ نِسَب سيطرة هذه القُوَى على الأرض هي على النحو الآتي:              

• حافظت فصائل المعارضة على نسبة سيطرتها وهي: (10.98%) من الجغرافيا السورية، وتتوزع مناطق سيطرة المعارضة في إدلب وشمال حلب، وفي منطقة تل أبيض ورأس العين في الرقة والحسكة، وفي منطقة "الزكف" و"التنف" (المنطقة 55) جنوب شرق سورية.              

• حافظ النظام السوري على نسبة سيطرته وهي: (63.38%) من الجغرافيا السورية؛ حيث يُسيطر بشكل شِبه تام على محافظات الساحل والوسط وجنوب سورية، وعلى أجزاء من المحافظات الشرقية ومحافظة حلب.              

ومع أنّ النظام يُسيطر عسكرياً على محافظة درعا بشكل كامل منذ تموز/ يوليو 2018 بموجب اتفاق التسوية، غير أنّ هذه السيطرة ما تزال هشّة في ظل وجود مجموعات عسكرية تنشط ضده منذ ذلك الحين، وهذا ينطبق نسبياً على محافظة السويداء.              

• حافظت قوات سوريا الديمقراطية (قسد) على نسبة سيطرتها وهي: (25.64%) من الجغرافيا السورية، وهي ذات النسبة المسجلة منذ تشرين الثاني/ نوفمبر 2019، وتشمل أجزاء واسعة من محافظة دير الزور والرقة والحسكة، وأجزاء من محافظة حلب. وأصبح من الممكن تقسيم مناطق سيطرة قسد وَفْق انتشار القواعد العسكرية للتحالف الدولي أو للقوات الروسية، فقواعد القوات الروسية تنتشر بشكل أساسي في المناطق التي انسحبت منها قوات التحالف، إضافة لقاعدتها الرئيسية في مطار القامشلي.              

• بطبيعة الحال لم يَعُدْ لتنظيم "داعش" أيّة سيطرة عسكرية على الأرض السورية منذ شباط/ فبراير 2019. مع ذلك، استمرّت الخلايا التابعة له بالنشاط ضد قوات النظام والقوات الروسية والإيرانية. بل شهد عام 2022 قيام التنظيم بشن أكبر عملية عسكرية له منذ خسارته عندما حاول اقتحام سجن الصناعة في الحسكة منتصف شباط/ فبراير.              

عموماً، يرجع عدم التغيُّر في نِسَب السيطرة إلى التزام النظام وفصائل المعارضة بوقف إطلاق النار في إطار مذكّرة موسكو التي تم توقيعها بين تركيا وروسيا في 5  آذار/ مارس 2020، بالرغم من الخروقات الواسعة التي شهدتها خطوط التماسّ في إدلب وفي جبهات تل رفعت شمال حلب، إضافة لحالة التصعيد غير المسبوقة ضد قسد من قِبل تركيا التي أطلقت عمليتين جويتين ضدها وهما نسر الشتاء في شباط/ فبراير، والمخلب السيف في تشرين الأول/ أكتوبر.              

في الواقع، استمرّت التهدئة رغم التصعيد الذي كانت تشهده مناطق إدلب وشمال حلب بما في ذلك قيام روسيا بتنفيذ ضربات بالطيران الحربي والصواريخ والمدافع ضد منشآت عسكرية ومدنية تابعة للمعارضة السورية.              

ولا يُتوقّع أن تشهد خارطة السيطرة العسكرية في النصف الأول من عام 2023 أي تغيّر في نسب السيطرة بين القوى المحلية؛ بسبب غياب المؤشرات الكافية لتنفيذ عملية عسكرية ضد قسد، أو قدرة النظام السوري على شن هجوم جديد ضد مناطق المعارضة. ومع ذلك إنّ أي انهيار عسكري محتمل قد يطرأ على الخارطة قد يكون في النصف الثاني من عام 2023 ، وليس من المُستبعَد أن يطال جبهات جنوب سورية.