تعزيز المركزية واستشراف المستقبل قراءة للهيكلية الجديدة في تحرير الشام
سبتمبر 29, 2020 2211

تعزيز المركزية واستشراف المستقبل قراءة للهيكلية الجديدة في تحرير الشام

حجم الخط

تحت المجهر | تعزيز المركزية واستشراف المستقبل قراءة للهيكلية الجديدة في تحرير الشام

 

في حديث سابق لقائد هيئة تحرير الشام "أبو محمد الجولانيّ" ضمن لقاء إعلامي في شباط/ فبراير 2020، ركّز على أن أحد أهم أسباب الخسارات المتلاحقة في الحملة العسكرية الأخيرة، هو ضعف هيكليات الفصائل وبنيتها التنظيمية، مما يوجب عليها استحداث هيكلة تنظيميّة وبنية أخرى أكثر تماسكًا، سواء كان الهدف هو تلافي المضاعفات العسكرية المحتملة، أو الاستعداد للمراحل السياسية القادمة. 

تلا هذه الخطوة إعلان الهيئة عن استحداث ثلاثة ألوية عسكرية في نيسان/أبريل الفائت، كما تداولت مصادر أخرى إقرار الهيئة لهيكلتها النهائية بمقدار ستّ ألوية مقاتلة وأخرى إدارية ولوجستيّة. 

عمليًّا؛ فإن سعي الهيئة المستمر لتحسين هيكليتها يقرَأ ضمن الآتي: 

• استثمار قيادة الهيئة لحالة الهدوء ووقف إطلاق النار: حيث تعمل القيادة على ترتيب صفوف التنظيم وتحريك توازنات القوى داخله، لتتموضع المجموعات الفاعلة ضمن واقع مستحدَثٍ جديد، مما يمنعها من إنشاء تكتّلات أيديولوجية تشكّل تمايزًا عن التوجهات العامّة للهيئة. 

• تعزيز المركزيّة وامتلاك مرونة بنيوية إضافية: حيث ترى الهيئة في التوزيع الجديد للعناصر والقيادات ضمن تراتبية عسكرية –احترافية- أمرًا مهمًّا لتعزيز التفوق العسكري وسرعة الاستجابة، إضافة إلى تعزيز قوة القبضة الإدارية للجولاني على البنية العسكرية. 

• تمكين الهيئة من الحفاظ على بنيتها: وذلك في إطار المقترَحات المختلفة حول دمج الفصائل الفاعلة –غير المتطرفة- ضمن جسم عسكري واحد، مما يحقق للهيئة حيازة أهم المفاصل الفاعلة داخل الجسم المتوقّع، دون المرور بمرحلة التفكيك وإعادة الدمج، إضافة إلى أن إعادة الهيكلة لا تقتصر على زيادة الفعالية والتنظيم والمرونة، بل تتعداها لمنع الشخصيات الكاريزمية من تشكيل عصبيّات خاصة بها من مقاتليها.

تؤكّد المساعي الأخيرة لهيئة تحرير الشام استمرارها في إعادة بناء صفوفها بالتوازي مع إظهار نمط جديد من الخطاب الفكري، بغية الوصول لرفع "سمة الإرهاب" عنها، ودفع المجتمع الدولي للقَبول بها شريكًا سياسيًّا ذا سلطة إداريّة في شمال غربي البلاد. 

يعتقَد أن تحدّيَ استراتيجية الهيئة يكمن في الوصول إلى صيغة مقبولة من التعاون بينها وبين الجهات الدولية المختلفة، والاعتراف بواقع الأمر الإداري الذي تعيشه إدلب، مثل منْح المنظمات الدولية إمكانية العمل فيها بالتعاون مع الأجسام التابعة للهيئة بشكل رسمي أو غير رسمي، إلا أن إزالتها من قائمة "الإرهاب" قد يبقى أمراً معلّقًا لفترة غير معروفة، نظرًا لتشابك مختلف الملفات بين الفاعلين الدوليين في سورية. 

 

وحدة الحركات الدينية - مركز جسور للدراسات

للإشتراك في قناتنا على التلغرام اضغط هنا