أجرى وفد إماراتي على رأسه وزير الخارجية عبد الله بن زايد آل نهياني في 4 كانون الثاني/ يناير 2023، زيارة إلى العاصمة السورية دمشق، والتقى رئيس النظام السوري بشار الأسد، لتكون هذه الزيارة هي الثانية له إلى سورية من بعد إعادة العلاقات الدبلوماسية بين الطرفين أواخر عام 2018.

ويبدو من الوفد المشارك أن تركيز الزيارة كان على القضايا السياسية والاقتصادية، فيما لم يتم الإعلان عن توقيع أي اتفاقيات أو تفاهُمات بين الطرفين، وقد يكون ذلك إمّا لتجنُّب الإعلان رسمياً عن أيّ تفاهُمات مشتركة في ظل تشديد العقوبات الأمريكية، أو لأنّ الزيارة تحمل أهدافاً أكثرَ أولويةً.

ومنذ تطبيع العلاقات مع النظام تحرص الإمارات على تأسيس بِنْية قانونية وسياسية تمكنها مستقبلاً من استعادة دورها الاستثماري في سورية؛ حيث أعادت تفعيل وتشكيل صندوق الأعمال الإماراتي السوري نهاية عام 2021. لكن المُلاحَظ أن الوعود الإماراتية بضخّ استثمارات في سورية لم تتحول إلى وقائع حتى الآن، واقتصرت على إعلانات يستخدمها الطرفان للتسويق الإعلامي والسياسي، وإرسال رسائل للفاعلين. 

ويُلاحَظ أنّ الزيارة جاءت بعد أسبوع فقط من اللقاء العسكري والاستخباراتي الرفيع بين تركيا والنظام السوري في موسكو، الذي يبدو أنه شجَّع الإمارات مرّة أخرى على القيام بدور الوسيط في فكّ العزلة العربية عن النظام، استجابةً للرؤية الروسية التي ناقشتها مراراً مع الدول العربية. 

وفي حال قامت أبو ظبي باستضافة أول لقاء بين وزراء خارجية تركيا وروسيا والنظام، فإن ذلك سيُعزز من موقع الإمارات كوسيط إقليمي قادر على تحقيق اختراقات نوعية، كما سيُعزّز تَمَوضُعَها الجديد بعيداً عن سياسات استخدام القوة الخشنة والصدام التي طبعت توجُّهاتها في عهد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.