قراءة في بيان تنظيم القاعدة حول الاقتتال بين هيئة تحرير الشام وغرفة فاثبتوا
يونيو 25, 2020 2333

قراءة في بيان تنظيم القاعدة حول الاقتتال بين هيئة تحرير الشام وغرفة فاثبتوا

حجم الخط
تحت المجهر | قراءة في بيان تنظيم القاعدة حول الاقتتال بين هيئة تحرير الشام وغرفة فاثبتوا
 
أصدرت القيادة العامّة لتنظيم القاعدة بياناً مطوّلاً في 24 حزيران/ يونيو 2020، إثر تصاعد حدّة الخلاف والمواجهات العسكرية بين هيئة تحرير الشام والتنظيمات الجهادية المنضوية في غرفة عمليات فاثبتوا.
 
ويحتوي البيان على رأي تنظيم القاعدة في عدّة قضايا مثل الانفصال عن هيئة تحرير الشام وتشكيل غرف عمليّات أو فصائل جديدة. إضافة إلى التأكيد على جملة من النقاط، أبرزها:
 
• عدم شرعيّة تأويل هيئة تحرير الشام لنصوص البيعة والالتزام بالجماعة، خاصّة أنّها هي نفسها انشقّت عن تنظيم القاعدة وغلّبت مصلحتها الذاتيّة وأنشأت تشكيلاً منفصلاً في بنيته واستراتيجيّته عن التنظيم الذي بايعه أبو محمد الجولاني سابقًا. 
• أحقّيّة القادة والأفراد الانفصال عن الهيئة وتشكيل فصائل جديدة خاصة بهم، وذلك بعد إبراء الذمّة المستحقّة عليهم في حال وجودها، وقد استند البيان في ذلك على قضايا تُعتبر من المسلّمات الفقهيّة، كحرمة دماء المسلمين أفرادًا وجماعات.
• تحريم تغلّب تشكيل على آخر بهدف السيطرة عليه وضمه إليه لمنع التفرّق، على الرغم من أن قضيّة التوحّد فريضة ربانيّة –بنص البيان- إلا أنّها مشروطة بتحقق جملة من الشروط كوجود دولة تحكم بالشريعة وبناء الثقة بين الفصائل والتنظيمات. 
 
كما، يستثير البيان أسئلة حولَ مدى قدرة تنظيم القاعدة على استغلال الحوادث المتراكمة لإعادة بناءِ شعبيّته في المنطقة -سواء لدى الحاضنة الاجتماعيّة أو الوجوه الدينيّة البارزة- ودعم التشكيلات والشخصيّات المقرّبة منه ضدّ تيّار الهيئة وقيادتها. 
 
عمليًّا؛ فإنّ البيان يحاول سحب الشرعيّة الجهاديّة من هيئة تحرير الشام، وإلقاء اللائمة في نهاية المطاف عليها؛ بسبب تعنّتها في التعامل مع التشكيلات الأخرى التي ما زالت على صلةٍ ما بالتنظيم الأم. 
 
ويؤكّد البيان –من ناحية أخرى- وجود بعض القيادات والعناصر داخل هيئة تحرير الشام ممّن يدين بالولاء لأفكار القاعدة ومنهجها ويلتزم باتباع توجيهات التنظيم، وذلك ينطوي على رسالة لقيادة الهيئة في أن التنظيم يملك تصورات ومعلومات كاملة عن مجريات الأحداث والأشخاص والتوازنات داخل الهيئة، إضافة إلى قدرته على دفع هؤلاء العناصر والقيادات للخروج عنها. 
 
وحدة الحركات الدينية - مركز جسور للدراسات
لزيارة قناتنا على التلغرام اضغط هنا