خريطة السيطرة العسكرية في سورية نهاية 2021 وبداية 2022
ديسمبر 24, 2021 44425

خريطة السيطرة العسكرية في سورية نهاية 2021 وبداية 2022

حجم الخط

لم تُظهِر خريطة النفوذ العسكري في سورية حتى نهاية عام 2021 أيَّ تغيُّر في حدود السيطرة وخطوط التماسّ بين القوى المحلية على الأرض، وبقيت نِسَب السيطرة ثابتة كلياً بين أطراف النزاع في سوريّة، والتي تمَّ تسجيلها نهاية شباط/ فبراير 2020.
وبذلك، فقد خلق اتفاق وقف إطلاق النار بين تركيا وروسيا في 5 آذار/ مارس 2020 أطول فترة شهدت فيها الخريطة السورية استقراراً نسبياً بين الفاعلين المحليين، هذا الاستقرار الذي وصل مع نهاية كانون الأول/ ديسمبر 2021 إلى 22 شهراً بقيت فيها ألوان الخريطة ثابتة، وتمثل مناطق سيطرة المعارضة السورية ومناطق سيطرة قوات سورية الديمقراطية "قسد" ومناطق سيطرة النظام السوري.
ووفقاً لخريطة السيطرة العسكرية التي يُصدرها "مركز جسور للدراسات" بالتعاون مع "منصة إنفورماجين لتحليل البيانات"، فإنّ نِسَب سيطرة القُوَى على الأرض هي على النحو الآتي:
• حافظت فصائل المعارضة على نسبة سيطرتها وهي: (10.98%) من الجغرافيا السورية، وتتوزع مناطق سيطرة المعارضة في إدلب وشمال حلب، وفي منطقة تل أبيض ورأس العين في الرقة والحسكة، وفي منطقة "الزكف" و"التنف" (المنطقة 55) في جنوب شرق سورية.
• حافظ النظام السوري على نسبة سيطرته وهي: (63.38%) من الجغرافيا السورية، وهي سيطرة شِبه تامة على محافظات الساحل والوسط وجنوب سورية، وسيطرة على أجزاء من المحافظات الشرقية ومحافظة حلب. وتحوَّلت سيطرته على محافظة درعا إلى سيطرة شاملة بعد عملية تصعيد بدأها النظام على درعا في تموز/ يوليو 2021 وانتهت باتفاق السيطرة الشاملة على المحافظة في 1 أيلول/ سبتمبر 2021، بينما بقيت سيطرة النظام على محافظة السويداء سيطرة هشَّة مقتصرة على الفروع الأمنية ومؤسسات الدولة دون دخول "الجيش" إليها.
• حافظت قوات سورية الديمقراطية "قسد" على نسبة سيطرتها وهي: (25.64%) من الجغرافيا السورية، وهي نفس النسبة المسجلة منذ تشرين الثاني/ نوفمبر 2019، وتشمل أجزاء واسعة من محافظة دير الزور والرقة والحسكة، وأجزاء من محافظة حلب. وأصبح من الممكن تقسيم مناطق سيطرة "قسد" وَفْق انتشار القواعد العسكرية للتحالف الدولي أو للقوات الروسية، فقواعد القوات الروسية تنتشر بشكل أساسي في المناطق التي انسحبت منها قوات التحالف، إضافة لقاعدتها الرئيسية في مطار "القامشلي".
• بطبيعة الحال لم يَعُدْ لتنظيم "داعش" أيّة سيطرة عسكرية على الأرض السورية منذ شباط/ فبراير 2019. لكن انتهاء السيطرة العسكرية للتنظيم لا تنفي عودةَ خلايا التنظيم للنشاط ضد قوات النظام والقوات الروسية والإيرانية الموالية له، وخاصة في البادية السورية، فقد تمَّ رصد نشاط التنظيم بعمليات عسكرية في منطقة "السعن" و"جبل البشري" و"خناصر" ومنطقة "السخنة" وفي محيط مدينة "تدمر"، وفي الريف الجنوبي لمحافظة "دير الزور"، إضافة لبعض العمليات في مناطق سيطرة "قسد" شرق الفرات. 
ويرجع عدم التغيُّر في نِسَب السيطرة إلى التزام النظام وفصائل المعارضة بوقف إطلاق النار في إطار مذكّرة موسكو التي تم توقيعها بين تركيا وروسيا في 5 آذار/ مارس 2020، بالرغم من الخروقات الواسعة التي شهدتها خطوط التماسّ في "إدلب" وفي جبهات "تل رفعت" في ريف حلب الشمالي، وكذلك التوتر المستمر في جبهات "عين عيسى" في الرقة.
شهدت منطقة "إدلب" وبالتحديد جنوب الطريق الدولي “M4” تصعيداً روسياً منذ آذار/ مارس 2021 حتى نهاية نيسان/ إبريل 2021، ومنذ ذلك الوقت لم تشهد منطقة إدلب تصعيداً قوياً كالسابق، خاصة في محاولات التسلل والاشتباكات البرية المباشرة، مع تواصل القصف المدفعي وغارات الطيران الحربي والطيران المسيَّر في المنطقة، في حين شهدت جبهات شمال شرق سورية في منتصف آب/ أغسطس 2021 وتحديداً في منطقة "عين عيسى" تصعيداً كبيراً من فصائل المعارضة المدعومة من تركيا ضد مجموعات "قسد”.
ومن المتوقَّع أن تحافظ القوى المحلية على نِسَب سيطرتها ضِمن الجغرافيا السورية بسبب الضغط الدولي باتجاه تثبيت حالة الاستقرار، وعدم رغبة الأطراف الإقليمية أو عدم توافُقها على إجراء أي تعديل على خارطة السيطرة، بانتظار تحرُّكات في العملية السياسية المتعثرة حتى الآن. 

 

 

الباحثون