افتتاح المعابر مع النظام السوري.. المخاطر والفرص
يوليو 18, 2024 1952

افتتاح المعابر مع النظام السوري.. المخاطر والفرص

حجم الخط

أقام مركز جسور للدراسات يوم الأربعاء 17 تموز/ يوليو مساحة صوتية حوارية عَبْر حسابه على موقع "X" -"تويتر" سابقاً- تحت عنوان "افتتاح المعابر مع النظام السوري.. المخاطر والفرص".   

أدار الحوار الباحث في مركز جسور للدراسات أ. وائل علوان الذي بدأ بالترحيب بالضيوف ثم طرح الأسئلة الرئيسية للحوار:   
لماذا يتم افتتاح المعابر مع النظام الآن؟ وما فوائد هذه الخُطوة وأضرارها؟   

إن افتتاح معبر أبو الزندين -وَفْق المستشار الاقتصادي أسامة القاضي- يأتي نتيجة لمخرجات "أستانا" التي جعلت من روسيا وإيران ضامنتيْنِ للحلّ في سورية. وإنّ سبب دفع تركيا باتجاه افتتاح المعبر هو رغبتها في شرعنة وجودها في سورية، وبادرة على استجابتها للحلّ في البلاد، بما في ذلك التطبيع مع النظام، مع العلم أنّ تركيا لا تريد الخروج من سورية شأنها شأن بقية الدول المتداخلة.   

الاقتصاد السوري برأي د. قاضي مقسَّم ويوجد أكثر من 20 معبراً بين المناطق السورية المختلفة، تُحصِّل الضرائب والرسوم الجمركية على البضائع التي تنتقل من منطقة إلى أخرى، وثَمّة مشكلة تواجهها مناطق المعارضة على وجه الخصوص -حسب القاضي- وهي غياب الإدارة المركزية على المعابر؛ حيث تتبع جهاتٍ مختلفةً، وهذا يُلاحَظ مثلاً في الضرائب والرسوم الجمركية على المنتجات التي تُنقل بين مناطق شمال حلب وإدلب، وكلاهما يتبع مناطقَ المعارضةِ.   

إنّ افتتاح المعبر في هذا التوقيت له علاقة بحجم التبادل التجاري بين تركيا وسورية الذي كان يُحقق قبل اندلاع الاحتجاجات في سورية سنة 2011 أرقاماً مقبولة، عادت للارتفاع بعد التدخُّل التركي في سورية الذي زاد الصادرات التركية إلى سورية، وجزء كبير من هذه البضائع يذهب لمناطق سيطرة النظام، وربما يفسح افتتاح المعبر المجال لوصول البضائع التركية لأسواق جديدة مثل لبنان عَبْر مناطق سيطرة النظام.   

تركيا هي المستفيد الأكبر من افتتاح المعبر -بحسب التركاوي- ثم المصانع العاملة في الشمال السوري التي بدأت إنتاج بضائعها، ولجأت إلى حلول الطاقة البديلة لدعم صناعاتها، وستقوم بتصديرها عَبْر المعبر بالإضافة لمنتجاتها الزراعية التي أدى وصول أهالي الغوطة إلى شمال حلب إلى تطوير زراعتها في المنطقة، أما أقل المستفيدين من المعبر فسيكون النظام الذي سيعجز عن التصدير نتيجة لسُوء الأحوال في مناطقه وغياب المقومات الرئيسية للإنتاج كالكهرباء والمياه وغيرها.   

ترغب روسيا بفتح المعابر لترفع وتيرة التطبيع بين النظام وتركيا كما يرى د. التركاوي.   

ليس معبر أبو الزندين المعبر الوحيد بين مناطق المعارضة ومناطق النظام أو "قسد" فهناك معابر أخرى مفتوحة، بل إن المعبر ذاته كان مفتوحاً قبل ذلك، وتم إغلاقه من قِبل الحكومة المؤقتة إبان جائحة كورونا بحسب الأستاذ معاذ العباس وهو ناشط إعلامي مقيم في الشمال السوري، وإن خصوصية هذا المعبر تأتي من أن قرار افتتاحه لم يخرج من الحكومة المؤقتة التي أغلقته، بل يتم فتحه بقرار من الحكومة التركية.   

الناشطون الذين تظاهروا ضد فتح المعبر لا يمانعون فتحه ضِمن شروط تضمن إدارته من قِبل جهة مدنية، وأن يعود جزء من رَيْعه لتطوير مدينة الباب القريبة منه.   

إن افتتاح المعابر مع مناطق النظام له نقاط إيجابية وأخرى سلبية برأي أ. عبد العظيم المغربل الباحث المساعد في مركز جسور، فالعملة التي ستُستخدم في عملية التبادُل التجاري هي الدولار نظراً لاختلاف العملة المستخدَمة في كِلتا المنطقتين، وهذا قد يزيد أرباح التجار، وإن افتتاح المعبر فرصة لتصدير المنتجات التي يتم تصنيعها في مناطق المعارضة إلى العالم من خلال مناطق النظام.   

النظام قد يفرض على الشركات المصنعة في مناطق المعارضة الحصول على ترخيص وشهادة منشأ صادرة عنه، الأمر الذي يعطي النظام شيئاً من الشرعية، ويساهم في دعم ملف التطبيع معه، وهي واحدة من أهم سلبيات المعبر برأي أ. عبد العظيم، بالإضافة إلى أنه قد يسمح بتهريب الكبتاغون وتسرُّبه ودخول خلايا أمنية تابعة للنظام إلى مناطق المعارضة، وقد يؤثر على قرار دخول المساعدات عَبْر الحدود وتحوُّلها إلى نقاط التماسّ مع النظام.  

 

للمزيد حول الحوارات التي جرت خلال الندوة ومخرَجاتها يمكنكم مشاهدتها كاملة عَبْر قناتنا على يوتيوب من خلال الرابط: