إسرائيل تهاجم سورية لجلب مزيد من الدعم الغربي
تُصعّد إسرائيل هجماتها في سورية، وتشنّ غارات جوية على مناطق وسط البلاد، مستهدِفة منشآت عسكرية مرتبطة بإيران، وتزيد التوتُّرات الإقليمية. هل تُمهّد هذه الهجمات لحرب أوسع في الشرق الأوسط؟ وإنْ كان الأمر كذلك، ما أهداف تَوْسِعة الحرب هذه؟
نص الترجمة
تُهدّد إسرائيل بمزيد من الدمار في جميع أنحاء الشرق الأوسط، فقد شنت غارات جوية على مدن حمص وحماة وطرطوس وسط سورية الأحد 8 أيلول/ سبتمبر 2024، مما أسفر عن مقتل 18 شخصاً على الأقل وإصابة 32 آخرين. انطلقت الهجمات التي شنتها إسرائيل من المجال الجوي اللبناني، وتجنّبت أجزاء من المجال الجوي السوري حيث تعمل القوات الأمريكية والروسية.
كان جميع الضحايا من المدنيين -حسب عدّة تقارير- كما استهدفت هجمات إسرائيل مركزاً رئيسياً للأبحاث العسكرية يُزعم أنه يُستخدم لإنتاج الأسلحة الكيميائية، ويقع قرب مصياف، وسبق أن تعرض للقصف عدة مرات، ويُعتقد أنه يضم فريقاً من الخبراء العسكريين الإيرانيين المشاركين في إنتاج الأسلحة، ومن المعروف أن إسرائيل قامت باستهداف منشآت مرتبطة بإيران طوال فترة الحرب في سورية منذ 13 عاماً.
لقد صعّدت إسرائيل بالفعل من التوتُّرات مع إيران، وعدوانها الأخير لن يؤدي إلا إلى صبّ الزيت على النار. في تموز/ يوليو 2024، قامت باغتيال إسماعيل هنية، قائد حركة المقاومة الفلسطينية (حماس)، أثناء وجوده في إيران، وفي ذلك الوقت، قال المسؤول الكبير في حماس سامي أبو زهري: إن اغتيال إسرائيل لهنية هو تصعيد خطير، وقال الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان: إن الهجوم من شأنه أن يجعل روابط إيران مع الميليشيات المعادية لإسرائيل في المنطقة أقوى.
قبل ساعات فقط من مقتل هنية، قتلت إسرائيل فؤاد شكر، القائد الميداني في حزب الله اللبناني في بيروت، لبنان. ووعد المرشد الإيراني علي خامنئي بما أسماه "العقاب القاسي"، لكن إيران لم تردّ بعدُ. وقال قائد إيراني كبير مؤخراً: إن ردها سيأتي "في الوقت المناسب".
إن الهجمات الإسرائيلية على سورية تُشكّل تصعيداً آخر تأمل إسرائيل أن يؤدي إلى إشعال فتيل حرب أوسع نطاقاً في الشرق الأوسط، وفي سعيها إلى إشعال الصراع في مختلف أنحاء المنطقة، تحاول إسرائيل الحصول على المزيد من المساعدات الغربية وتعزيز الدعم الأمريكي لجرائم الإبادة الجماعية التي ترتكبها وتحريضها على الحرب.
في الأسبوع الماضي، علقت بريطانيا 30 عقداً من عقود الأسلحة البالغ عددها 350 عقداً مع إسرائيل، وهو إجراء رمزي لن يفيد شيئاً في وقف حرب الإبادة التي تشنها إسرائيل، لكن رداً على ذلك، وصف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الخُطوة البريطانية بأنها "مُخزِية"، وتعهد قائلاً: "سواء بالأسلحة البريطانية أو بدونها، سوف تفوز إسرائيل بهذه الحرب وتُؤمِّن مستقبلها".
يجب النظر إلى هجوم إسرائيل على سورية باعتباره محاولة أخرى للتحريض على إشعال حرب إقليمية، ومن خلال الاتحاد مع المصالح الأمريكية في الشرق الأوسط، تهدف إسرائيل إلى جذب المزيد من الدعم العسكري من داعميها الغربيين من أجل توسيع جرائم الإبادة الجماعية التي ترتكبها ودعمها.
ترجمة: عبد الحميد فحام
المصدر: (Socialist Worker)