خريطة السيطرة العسكرية شمال غربي سورية  اليوم الثالث من عملية "ردع العدوان"
Kas 29, 2024 9322

خريطة السيطرة العسكرية شمال غربي سورية اليوم الثالث من عملية "ردع العدوان"

Font Size


أعلنت إدارة العمليات العسكرية لعملية "ردع العدوان" دخول فصائل المعارضة إلى مدينة حلب بعد ظهر يوم الجمعة 29 تشرين الثاني/ نوفمبر 2024، ثم أعلنت غرفة العمليات تحرير مدينة سراقب في ريف إدلب الشرقي بعد معارك عنيفة خاضتها الفصائل مع التعزيزات التي استقدمها النظام للخطوط الدفاعية الغربية من المدينة.  

الإعلان عن دخول مدينة حلب وتحرير مدينة سراقب كان أهم نتائج التقدُّم السريع للفصائل في اليوم الثالث من العملية التي بدأت صباح يوم 27 تشرين الثاني/ نوفمبر 2024، وربما كان التقدُّم في اليوم الثالث أسرع من اليومين السابقين بسبب الانهيارات الواسعة في صفوف النظام الذي وجَّه مجموعاته في مدينة حلب إلى الانسحاب إلى مدينة السفيرة.  

بدأ اقتحام مدينة حلب بسيطرة الفصائل على مركز البحوث العلمية شرق المدينة، عقب التقدُّم الذي حققته في المنصورة والبوابية والطلحية وتل كراتين وأبو قنصة وخان طومان وزيتان والصالحية وخلصة وبرنة ومعردبسة وعندان، واستمر تقدُّم الفصائل في مدينة حلب من جهتها الشرقية بالتوازي مع التقدُّم في ريفها الجنوبي في السابقية وشغيدلة وصولاً إلى الحاضر والعيس في مقابل التقدُّم أيضاً في التلال الإستراتيجية شرق خان طومان.  

إن إعلان فصائل المعارضة تحرير مدينة حلب يعني تغيُّراً  كبيراً على المستوى السياسي وليس مجرد تحقيق تقدُّم عسكري ميداني، وهو الهدف الأهم في هذه العملية التي يُتوقَّع أن تتسع لتشمل أيضاً سيطرة الفصائل على تل رفعت ونبل والزهراء شمال حلب، وعلى معرة النعمان وخان شيخون في إدلب، كما يُتوقَّع أن تصل إلى مورك في ريف حماة الشمالي.    

يُتوقَّع أن تتدخل تركيا في دعم العملية العسكرية على تل رفعت، خاصة أن روسيا قامت بسحب نقاطها هناك، الأمر الذي يُظهر تفهُّم موسكو للعملية، ومستوى التنسيق التركي الروسي وإنْ لم يتم الإعلان عنه، غير أن هذا التنسيق لم يمنع الطيرانَ الحربي الروسي من شنّ غارات استهدفت مناطق المعارضة في إدلب، وقبل ذلك نفَّذ الطيران الروسي غارات طالت مواقع للجيش الوطني في مارع شمال حلب، ويُتوقَّع أن تستمر روسيا باستغلال المعركة لتنفيذ مجموعة واسعة من الاستهدافات ضِمن بنك أهدافها في مناطق المعارضة.  

النظام السوري استمر في التراجُع أمام تقدُّم الفصائل في جميع محاور العملية تقريباً، بينما إعلامه الرسمي يتحدث عن صمود قواته وعن خسائر محدودة تكبدها وعن خسائر كبيرة أصاب بها المهاجمين، مُخْفِياً حجم الخسائر الكبيرة التي تكبدها، ففضلاً عن الانهيار الكامل في صفوفه فقد خسر في الأيام الثلاثة الأولى من العملية أكثر من 70 قرية وبلدة غير المدن الكبرى وفي مقدِّمتها حلب وسراقب، وخسر أكثر من 60 دبابة ومدرعة عسكرية، وعدة مستودعات من ضِمنها مستودعات صواريخ وطائرات مسيَّرة.  

أخيراً فقد أظهرت العملية في يومها الثالث حجم الخَلَل البِنْيَويّ الذي تعانيه القوات الإيرانية ومن بينها قوات حزب الله اللبناني في سورية، وسط حديث عن محاولات من الحرس الثوري الإيراني لإعادة ترتيب صفوفه بالاستعانة بالمجموعات العراقية التي سينقلها من المناطق الشرقية إلى محافظة حلب.  

29.11.2024