إدارة الهويات المتعددة بين الإدماج القسري والاستيعاب السمح
Oca 26, 2021 2531

إدارة الهويات المتعددة بين الإدماج القسري والاستيعاب السمح

Font Size
إدارة الهويات المتعددة بين الإدماج القسري والاستيعاب السمح
 
 
عقد مركز جسور للدراسات مساء الخميس 21 كانون الثاني/يناير 2021 لقاءً حوارياً جديداً ضمن سلسلة اللقاءات التي يجريها المركز حول أهم القضايا الشبابية الفكرية والسياسية والاجتماعية، وتميز هذا اللقاء بالحضور الكبير للشابات والشباب الذين تجاوز عددهم 225 مشاركاً من مختلف المناطق في سوريا.
اللقاء بدأه الأستاذ محمد سرميني المدير العام لمركز جسور للدراسات بالترحيب والتمهيد، حيث استأثر النقاش بعرض سريع لقضية الهوية والانتماء بعد عشر سنوات من الظروف الاستثنائية العنيفة التي عصفت بالمجتمعات العربية عموماً والمجتمع السوري على وجه الخصوص بما في ذلك رحلة الشباب السوري في البحث عن الاستقرار الفكري والاستقرار المجتمعي وتقاطع الانتماءات المتعددة للوطن.
ثم قدم الأستاذ الدكتور محمد مختار الشنقيطي وهو ضيف اللقاء إحاطته المعمَّقة والممتعة حول عوامل تشكل الهوية الرئيسية والهويات المتعددة وكيف تشكلت الهوية العربية من اختلاط واسع وكبير بالثقافات الأخرى، مع المقارنة والأمثلة بطرق وأنواع من هويات الشعوب وانتماءاتهم الجامعة أو ذات الخصوصية، ثم كيف تطورت ثقافة تعدد وتقاطع الهويات مع تطور التواصل والاتصال، وكيف تطورت ثقافة إدارة الهويات لتبتعد 
الشعوب عن اختزال الهوية بالبعد الواحد إلى المزيد من الوعي والإدراك لسبل تعايش الهويات المتقاطعة بدلاً من مآسي ما أحدثة سابقاً هذا التقاطع من الأزمات والتصادمات.
الدكتور الشنقيطي ركز في إحاطته على عاملين أساسيين وهامين لا بد من توفرهم في أي مجتمع أو عقد اجتماعي كبوصلة لإدارة الهويات المتعددة بالشكل الصحيح وهما:
1. الاعتراف بتعدد الهويات
2. الاعتراف بحق الاختلاف
وبعد الإحاطة كانت هناك فرصة أخرى للدكتور الشنقيطي للتأكيد على هذين المبدأين وعلى التمسك بالديمقراطية إطاراً أساسياً للمجتمعات الحضارية وذلك من خلال النقاشات مع المشاركين من الشباب والشابات الذين داخلوا بتعليقاتهم وأسئلتهم حتى نهاية هذا اللقاء الذي استمر لأكثر من ساعتين والذي كان لا بد فيه مع نقاش مرتكزات الهوية من التطرق إلى الدستور والدور الهام للمبادئ الدستورية في تأطير وتعزيز الهوية الجامعة والحفاظ على جميع الهويات وصون حقوقها.