رسائل التصعيد في عين عيسى وإدلب
مارس 22, 2021 2640

رسائل التصعيد في عين عيسى وإدلب

حجم الخط

تحت المجهر| رسائل التصعيد في عين عيسى وإدلب


في 21 آذار/ مارس 2021، تعرّضت منطقة خفض التصعيد شمال غرب سورية لقصفٍ عنيف غير مسبوق منذ الحملة العسكرية على المنطقة مطلع عام 2020 قبل توقيع "مذكرة موسكو"، حيث شمل الاستهداف منشآت مدنية وطبية واقتصادية عبر الاستخدام الكثيف للطيران الحربي والقذائف المدفعية والصاروخية.


جاء هذا التصعيد بعد يوم واحد من قيام تركيا بتوفير تغطية نارية أرضية وجوية (التغطية الجوية غير مسبوقة) لفصائل المعارضة السورية خلال هجوم وقائي نفّذته على قريتي صيدا والمعلق قرب عين عيسى شمال الرقة، بعدما قامت روسيا في 19 آذار/ مارس، بمحاولة إدخال المدنيين إلى كل من القريتين.


ويبدو أنّ محاولة روسيا إدخال المدنيين إلى منطقة التماس شمال عين عيسى تمّت دون تنسيق مع تركيا، والتي ترفض بشكل مطلق هذه الخطوة، لما تُشكّله من خطر على إحدى القواعد التابعة لها بالقرب من قرية صيدا.


بالمقابل؛ يُمكن الاعتقاد أنّ الهجوم الوقائي الذي نفّذته فصائل المعارضة تمَّ دون تنسيق بين تركيا وروسيا (على خلاف جميع عمليات السطع الناري السابقة) والذي يبدو كمحاولة من تركيا للتعبير عن الاستياء نتيجة عدم اتخاذ روسيا إجراءات مناسبة بعد القصف الذي تعرّضت له مدينة كيليس في 18 آذار/ مارس من منطقة تل رفعت، والذي تم توجيه الاتهام فيه لقوات النظام السوري، فيما يُظهر وجود تنسيق عملياتي مع قوات سورية الديمقراطية لتنفيذ الهجوم.


قد تكون روسيا غير راضية عن الآلية التي يتم فيها تطبيق مذكّرات التفاهم في سورية مع تركيا، حيث تركيا تُولي اهتماماً أكبر لتسوية ملف عين عيسى على ملف إدلب، والذي من شأنه أن يُتيح الفرصة أمام مناطق المعارضة السورية لتحسين ظروف الاستقرار على المستوى الاقتصادي والخدمي، في الوقت الذي يزداد فيه عجز النظام السوري على المستوى الحكومي بما يُهدّد الاستقرار.


والخلاصة: يأتي قصف روسيا العنيف كتعبير عن الاستياء من عدم التزام تركيا بالقنوات الدبلوماسية لتسوية الخلافات، لكن في الوقت نفسه فإنّه من غير المرجح أن تتجه روسيا إلى تصعيد عمليات الاستهداف لمنطقة خفض التصعيد بما يُنهي مذكّرة موسكو حول إدلب، لأنَّ مثل هذا التصعيد لا يُحقق المصلحة الروسية الرامية لإنجاح المسارات الموازية، وآخرها إطلاق المنصة الثلاثية في الدوحة والتي تُركّز على الجانب الإنساني، بما يُمكن أن يُقلل من حجم المعاناة في مناطق سيطرة النظام السوري.

 

وحدة التحليل والتفكير - مركز جسور للدراسات

للإشتراك في قناتنا على التلغرام اضغط هنا