مساعي حزب الاتحاد الديمقراطي للحصول على اعتراف بمشروعه السياسي
أغسطس 31, 2020 1317

مساعي حزب الاتحاد الديمقراطي للحصول على اعتراف بمشروعه السياسي

حجم الخط

تحت المجهر | مساعي حزب الاتحاد الديمقراطي للحصول على اعتراف بمشروعه السياسي

في 31 آب/ أغسطس 2020، وقّع مجلس سورية الديمقراطية (مسد) –وهو الجناح السياسي لقوات سوريا الديمقراطية، التابع عملياً لحزب الاتحاد الديموقراطي– مذكّرة تفاهم مع حزب الإرادة الشعبية –وهو أحد الكيانات المؤسسة لمنصة موسكو– تنصّ على وضع رؤية مشتركة حول العملية السياسية والمبادئ الأساسية لمستقبل سورية.


وتُعتبر هذه المذكّرة خطوة أخرى من حزب الاتحاد الديموقراطي للانخراط في العملية السياسية والحصول على اعتراف روسي، باعتبار أن حزب الإرادة الشعبية مقرب من دوائر صنع القرار في موسكو، لا سيما في مسار الإصلاح الدستوري الذي يعترف بطرفين في النزاع؛ وهما النظام السوري والمعارضة دون الحزب أو أي من أجهزته وهيئاته.


ويتطلب الانخراط في العملية السياسية العمل تحت مظلة أحد طرفي النزاع، وقبل ذلك الحصول على قبول دولي وإقليمي، وعليه يُمكن فهم مساعي حزب الاتّحاد الديموقراطي لإعادة تعريف مشروعه السياسي عبر المفاوضات الكردية – الكردية، ومن ثم إعادة فتح قنوات التواصل مع النظام السوري، على أمل التوصّل لاتفاق أو تفاهم على شكل الإدارة في المناطق التي يُسيطر عليها جناحه العسكري، وشروعه بفتح قنوات تواصل مع منصة القاهرة؛ بهدف توقيع تفاهم مشترك تعترف بحزب الاتحاد الديمقراطي أو الهيئة السياسية التابعة له كأحد أطياف المعارضة السورية.


في الواقع تبدو جهود الحزب للحصول على اعتراف لمشروعه السياسي عسيرة أو تحتاج إلى مسار زمني طويل، خاصة في ظل وصول مفاوضاته مع النظام إلى طريق مسدود، بسبب تعنت النظام ورفض الولايات المتحدة، وفي ظل دخول هيئة التفاوض في حالة موت سريري على المدى المنظور. 


ويحمل التوافق مع حزب الإرادة الشعبية رسالة من (مسد) حول مدى المرونة التي يمكن أن يُبديها حزب الاتحاد الديموقراطي من أجل الحصول على الاعتراف الروسي. ويُعتقد أن هذه الرسالة تحمل موافقة أمريكية، قد تكون ناجمة عن توافق روسي-أمريكي بهذا الخصوص، أو بادرة إيجابية من طرف واشنطن لدفع الطرف الروسي للتعاطي بإيجابية مع المشروع الكردي المدعوم أمريكياً في سورية. 


كما يحمل اللقاء بين الحزبين في موسكو اليوم رسالة روسية إلى الطرف التركي، مفادها أن التجميد التركي لهيئة التفاوض سينعكس في مواقف روسية إيجابية تجاه أعدائها في شرق الفرات، وربما دفع المشروع الروسي لتشكيل مظلة معارضة "صديقة" لموسكو.

 

وحدة التحليل والتفكير - مركز جسور للدراسات

للإشتراك في قناتنا على التلغرام اضغط هنا