الجهاديون الأجانب في سورية، المآلات المحتملة لملفٍ شائك
يوليو 23, 2020 1287

الجهاديون الأجانب في سورية، المآلات المحتملة لملفٍ شائك

حجم الخط

تحت المجهر | الجهاديون الأجانب في سورية، المآلات المحتملة لملفٍ شائك

أستمع الآن عبر موقع SoundCloud

يستحوذ ملف الجهاديين الأجانب المقاتلين في سورية اهتمامًا بالغًا من مختلف الجهات المنخرطة في القضيّة السورية عسكريًّا وسياسيًّا، إضافة إلى الفصائل العسكرية ذاتها. 

تختلف الحلول المقترحة باختلاف الرؤى التي تمتلكها مختلف الجهات الفاعلة في هذا الملف عمليًّا؛ كما أن المعلومات في هذا الشأن ما تزال متضاربةً إلا أنه يمكن الإشارة إليها على نحو مجمل: 

• توطين الراغبين محلّيًّا: حيث تقترح بعض الشخصيات والجهات توطين الراغبين بالبقاء في سوريّة من المقاتلين الأجانب والمعروفين بلقب "المهاجرين"، خاصة أولئك الذين لم ينخرطوا في جرائم حرب أو عمليّات عنف ضد الأقلّيّات، إضافة إلى المقاتلين الذين كوّنوا أُسَرًا لهم من المجتمع المحلّي عبر علاقات الزواج المتبادلة. 

• تسهيل خروج القيادات المتطرفة: ويعتمد ذلك بالدرجة الأولى على التوافق الدولي لإنهاء هذا الملف، وإتاحة المجال لخروج القيادات الفاعلة من التنظيمات الدولية إلى دول أخرى، وهنا يُقدّم اسم اليمن والصومال كملاذٍ بديلٍ، حيث يمكن لهذه القيادات رفد كوادر القاعدة وإعادة تنشيط شبكتها في المنطقة، إضافة إلى اقتراح ليبيا في هذا السياق والعبور منها إلى الصحراء الكبرى للانضمام إلى التنظيمات الجهادية في دول الصحراء والساحل، إلا أنّ القضاء على قيادات القاعدة في المنطقة وظهور قيادات محليّة فيها يعرقل تنفيذ هذه الخطوة. 

• السماح بتسرب العناصر المتطرفة إلى تنظيم داعش: حيث تعتمد هذه الخطوة على استثمار الخلاف الدولي في حلّ ملف الفصائل الجهاديّة في المنطقة بالتوازي مع الملفات الأخرى كوجود الميليشيات الإيرانية في المنطقة وإمكان تأدية هذه الجماعات دورًا في مواجهة هذه الميليشيات سواء في إدلب أو في منطقة البادية السورية. 

• الاستمرار في تصفية القيادات الفاعلة دوليًّا: ويعدّ هذا الخيار استمرارًا للسياسة المتبعة حاليًّا، والتي تتضمن استهداف القيادات التي تشكل إضافة نوعية للتنظيمات الجهادية في حال انتقالها إلى دول أخرى أو بقيت في سورية، سواءً كانت هذه الشخصيات تنتمي إلى القاعدة أو تنظيم الدولة. 

• تسليم القيادات إلى دولهم: ويعتبر هذا الخيار آخر ما يمكن اعتماده، كما أن ترجيح هذا الخيار مرتبط بالوصول إلى تسوية كاملة لجميع الملفات، إضافة إلى القدرة على اعتقال هذه الشخصيات، وتحصيل مكاسب معينة من تسليمهم لدولهم الأصلية، كتسليم قيادات الحزب التركستاني للصين أو تسليم بعض القيادات الشيشانية لروسيا. 

عمليًّا؛ فإن المآلات التي يمكن أن تؤول إليها هذه القيادات يتراوح بين البقاء في سورية سواء من خلال التوطين أو الانتقال إلى أماكن معينة للاستفادة من خبراتهم القتالية، أو تسهيل خروجهم من سورية إلى دولٍ أخرى، أو تسليمهم للدول التي ينتمون إليها بحيث تتولى محاكمتهم.

 

وحدة الحركات الدينية - مركز جسور للدراسات

لزيارة قناتنا على التلغرام اضغط هنا