الحالة الدولية والسياسة الأمريكية في سورية
أكتوبر 06, 2017 1476

الحالة الدولية والسياسة الأمريكية في سورية

حجم الخط

ألقى الباحث الأمريكي المهتم بالشأن السوري تشارلز ليستر محاضرة بعنوان "الحالة الدولية والسياسة الأمريكية في سورية"، وذلك بدعوة من مركز جسور للدراسات يوم الخميس 5/10/2017 في مدينة إسطنبول. 
واستعرض ليستر بشكل مفصل طبيعة الرؤى والتصورات الغربية والأمريكية  لآخر المستجدات الراهنة حول الوضع في سورية، وخصوصاً بعد تراجع تنظيم الدولة على يد قوات سورية الديمقراطية، وسيطرة النظام على أجزاء من دير الزور، وأشار إلى أن إنهاء النظام السوري لم يعد أولوية أمريكية.
كما قدم الباحث خلال محاضرته ديناميكية مقترحة للتعامل مع قوى ثلاث مؤثرة في الساحة السورية وهي روسيا إيران واسرائيل. مستعرضاً حجمَ وطبيعةً أولويات كل دولة من هذه الدول في الملف السوري. 
وأوضح أن الموقف الأمريكي تجاه المسألة السورية يتم على مستويين: شعبي يستحضر الصورة النمطية حول الشرقي عموماً في مخيلة الشعب الأمريكي  كمسلح  متخلف بزي عسكري ذو لحية شعثاء يريد محاربة العالم، فيما يبدو موقف السياسيين الأمريكيين أكثر عمقاً، إذ يقوم على أن سياسة الاحتواء المتعدد هي سيدة الموقف في فترة الرئيس أوباما، وسياسة عدم وجود مسوغات التدخل في الخارج عند الرئيس الحالي ترامب، وأوضح أن الاهتمام بالشأن السوري دائماً ما يقترن ظهوره في أروقة السياسة الأمريكية عند الحديث عن داعش أو عند استخدام السلاح الكيماوي، كما  أشار أن دوائر اتخاذ القرار في السياسة الأمريكية تركز في تحركاتها على ملفين اثنين هما: القاعدة والأكراد، وأضاف أن الاهتمام الأمريكي ينصب على مناطق تخفيض التصعيد ومحاربة داعش، وفي سياق التسويق للقضية السورية.
حث الباحث السياسيين العاملين في الملف السوري على تعزيز تواجدهم على المنصات الإعلامية العالمية ومخاطبة العالم باللغات المختلفة والوصول للشعوب الغربية لإعطاء صورة تمثل المعاناة الحقيقية للشعب في سورية، الأمر الذي نجحت فيه أطراف أخرى مؤثرة في القضية السورية مثل الأكراد.
وفي ختام محاضرته قدم مقارنة مستفيضة في المعطيات الحالية المطروحة للحل السياسي في سورية بين منطلقات الأستانة (ذات التوافق الاقليمي)، وبيان جنيف (الذي يحظى بمباركة دولية).
وجاءت هذه المحاضرة ضمن برنامج مركز جسور للدراسات لتنظيم لقاءات مع الفاعلين في الشأن السوري، بما يُساعد على إثراء بيئة النقاش السياسية والبحثية.