مستقبل إدلب في ظل انسحاب النقاط العسكرية التركية والاستهداف الروسي المتكرر
أكتوبر 29, 2020 1171

مستقبل إدلب في ظل انسحاب النقاط العسكرية التركية والاستهداف الروسي المتكرر

حجم الخط

تحت المجهر | مستقبل إدلب في ظل انسحاب النقاط العسكرية التركية والاستهداف الروسي المتكرر


بدأت تركيا في 29 تشرين الأول/ أكتوبر، إخلاء نقطة المراقبة العاشرة في شير مغار شمال حماة، وذلك بعد 10 أيام من تفكيك نقطة المراقبة التاسعة في مورك.


وخلال فترة شروع تركيا بإخلاء النقاط العسكرية من مناطق سيطرة النظام السوري، قامت روسيا باستهداف منشأة تدريب عسكرية تابعة للجيش الوطني السوري في بلدة الدويلة شمال إدلب قرب الشريط الحدودي.


لكن قبل عملية الاستهداف، كانت روسيا وتركيا قد عقدتا جولة جديدة من المباحثات على مستوى الخبراء في العاصمة موسكو، لمناقشة القضايا الخلافية المشتركة في سورية وليبيا والقوقاز.


وغالباً ما تتركز القضايا الخلافية في سورية بين الطرفين على الانتشار العسكري التركي ومكافحة الإرهاب ومصير حركة التجارة والنقل وعودة النازحين والعملية السياسية ومصير المنطقة الآمنة.


يُمكن الاعتقاد أنّ تركيا لجأت إلى مناقشة ملف الانتشار العسكري بعد أن كانت ترفض مجرّد الحديث عنه، على أمل أن يساهم ذلك في تخفيف حدّة التوتر مع روسيا التي تتخوّف من التباطؤ الشديد في حل ملفي مصير حركة التجارة والنقل ومكافحة الإرهاب، في الوقت الذي تعزّز فيه تركيا من تواجدها العسكري شمال غرب سورية.


لكن استهداف فصيل فيلق الشام في إدلب، مؤشر على عدم رضا روسيا عن إدارة الأزمة بهذا الشكل الذي تحرص فيه تركيا –غالباً– على عدم تقويض استراتيجية تجزئة الخلافات أي استمرار الفصل بين ملفات أذربيجان وسورية وليبيا.


بمعنى أنّ استمرار التهدئة في سورية، لا بد أن يكون مقترناً بممارسة تركيا لمزيد من النفوذ على أذربيجان من أجل ضمان وقف إطلاق النار في كاراباخ، وليس مجرّد القبول باستئناف مناقشة بقية القضايا الخلافية حول سورية، كمحاولة للاسترضاء وكسب الوقت؛ لتعزيز موقفها عسكرياً ودبلوماسياً داخل هذه الأخيرة وخارجها.


وطبعاً لا تكفي الرغبة المتبادلة لدى روسيا وتركيا في الحفاظ على التعاون الوثيق، الذي لن يتضرر بالضرورة في حال تقويض نظام وقف إطلاق النار في سورية مجدداً، أي الذهاب نحو مفاوضات حافة الهاوية على غرار ما حصل مطلع عام 2020.


وبالتالي، إنّ استئناف روسيا للحملة العسكرية على إدلب قد يكون خياراً لا بد منه في ظل استمرار الخلافات والتنافس المحتدم مع تركيا، التي قد تعمل على ثني روسيا عن هذا الخيار من خلال التلويح أيضاً باستئناف العمليات القتالية شرق الفرات نتيجة التباطؤ في تنفيذ الالتزامات.


علماً أنّ روسيا تسعى إلى حصر تواجد تركيا والمعارضة السورية في منطقة أمنية شمال طريق M4 في حين تبذل تركيا جهداً لجعل منطقة عملية درع الربيع منطقة آمنة على غرار درع الفرات وغصن الزيتون ونبع السلام.


وحدة التحليل والتفكير - مركز جسور للدراسات

للإشتراك في قناتنا على التلغرام اضغط هنا